د. عبدالله بن راشد السنيدي
قطعت المملكة العربية السعودية شوطاً كبيراً في التعليم الجامعي، ففي سنة (2006) كان عدد الجامعات لا يزيد على ثماني جامعات ويبلغ الآن عدد الجامعات (30) جامعة منها (16) جامعة في العاصمة الرياض والباقي في بقية المناطق الإدارية، حيث لا تخلو كل منطقة إدارية من جامعة أو أكثر بالإضافة إلى (12) جامعة أهلية.
وفي الرياض قبل (67) سنة أي في سنة 1958م تم إنشاء معهد الضباط العظام التابع لوزارة الدفاع من أجل التعليم والتدريب في مجال مسؤوليات القيادة والأركان وتأهيل ضباط ذوي كفاءة علمية وقدرة عسكرية في مجال التخطيط والقيادة وفي سنة 1963م تم تعديل مسماه إلى (معهد الضباط الأقدمين)، إلى أن حول إلى مسمى (كلية القيادة والأركان) سنة 1968م بسبب اتساع تشكيلات قوات الجيش السعودي وظهور الحاجة إلى ضباط مؤهلين ذوي كفاءة علمية وقدرة عسكرية في مجال القيادة والتخطيط، وفي سنة 2020م حصل تطور آخر في الكلية باستحداث (جناح الحرب) لتأهيل الضباط إستراتيجياً وعملياتياً، وتم في سنة 2016م إنشاء (مركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة) للعناية بالبحوث والمعرفة الإستراتيجية.
وقدمت الكلية خلال مدة (67) عاماً فكراً عسكرياً رائداً تحت شعار (علم، فكر، تخطيط) ولم يقتصر نشاطها على ضباط الجيش، بل شمل ضباطاً من القطاعات العسكرية السعودية الأخرى وضباطاً من الدول العربية الشقيقة والصديقة.
وتقدم كلية القيادة والأركان برامج تعليمية وتدريبية منها برنامج ماجستير الدراسات الإستراتيجية وماجستير العلوم العسكرية ودبلوم الأمن الوطني ودبلوم الإعلام العسكري ودبلوم القانون الدولي الإنساني.
كل ذلك أهل هذه الكلية العريقة لكي تتحول إلى جامعة باسم (جامعة الدفاع الوطني)، حيث دشن سمو وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- هذه الجامعة بتاريخ 4-6-2024م لكي تكون كمثيلاتها في بعض الدول المتقدمة، بل إنه من المتوقع في سنة 2030 أن تكون الجامعة الأولى في هذا المجال من حيث التطوير والتعليم والتدريب.