سطام بن عبدالله آل سعد
الاقتصاد الدائري هو نموذج اقتصادي يهدف إلى تقليل الهدر وزيادة كفاءة استخدام الموارد من خلال تصميم المنتجات والأنظمة بحيث يمكن إعادة تدويرها وتحديدها واستخدامها بشكل مستدام يختلف هذا النموذج عن الاقتصاد التقليدي القائم على مفهوم «استخدام - تصنيع - تخلص»، حيث يسعى الاقتصاد الدائري إلى الحفاظ على القيمة القصوى للمنتجات والمواد لأطول فترة ممكنة.
والاقتصاد الدائري هو نهج اقتصادي شامل يهدف إلى تحسين استخدام الموارد وتجنب الهدر. يعتمد على عدة مبادئ أساسية تشمل التصميم من أجل الاستدامة، حيث يتم تصميم المنتجات لتفكيكها وإعادة تدوير مكوناتها بسهولة، والحفاظ على الموارد عبر استخدام الموارد المتحددة مثل الطاقة الشمسية والرياح بدلاً من الوقود الأحفوري.
وإطالة عمر المنتجات من خلال تحسين الجودة وتوفير إمكانية الصيانة والترميم، وتعزيز عمليات إعادة التدوير باستخدام المواد المعاد تدويرها في الإنتاج.
كما يشجع الاقتصاد الدائري على التعاون بين الشركات والحكومات والمستهلكين لتطوير وتنفيذ حلول مستدامة، وتعتمد بشكل كسر على الابتكار والتكنولوجيا لتطوير تقنيات جديدة تحسن كفاءة إدارة الموارد.
تطبيقات الاقتصاد الدائري تطبيقات الاقتصاد الدائري متنوعة وتشمل عدة صناعات في الصناعة التحويلية، تقوم شركات مثل «باتاغونيا» باستخدام مواد معاد تدويرها لصنع منتجات جديدة، بينما تصمم شركات السيارات مثل «BMW» سيارات يمكن تفكيكها وإعادة استخدام مكوناتها.
في الزراعة، يتم تطبيق الاقتصاد الدائري من خلال الزراعة العضوية التي تستخدم مخلفات المحاصيل كسماد طبيعي لتحسين جودة التربة وتقليل الاعتماد على المواد الكيميائية.
ونظم الزراعة المستدامة مثل الزراعة بدون تربة التي تقلل من استخدام المياه والأسمدة.
في قطاع البناء، يتبنى الاقتصاد الدائري ممارسات البناء المستدام باستخدام مواد بناء قابلة للتدوير وتصميم المباني بحيث يمكن تفكيكها بسهولة، بالإضافة إلى إعادة استخدام المباني القديمة وتحويلها إلى مساحات جديدة بدلاً من هدمها، أما في مجال الإلكترونيات فتقدم برامج مثل «Apple Trade-in» حلاً للتدوير الإلكتروني، حيث يمكن للمستهلكين إعادة أجهزتهم القديمة للحصول على خصم على المنتجات الجديدة، بينما تقوم الشركة بإعادة تدوير المكونات.
فوائد الاقتصاد الدائري تقليل الهدر يتضمن تقليل كمية النفابات المنتجة والحد من التلوث البيئي بينما يساهم حفظ الموارد في الحفاظ على الموارد الطبيعية واستخدامها بشكل أكثر كفاءة يعزز الاقتصاد الدائري خلق فرص اقتصادية جديدة عبر توفير فرص عمل في قطاعات مثل إعادة التدوير والصيانة، كما أنه يشجع على الابتكار من خلال تحفيز الشركات على ابتكار منتجات وعمليات جديدة أكثر استدامة، مع ذلك، يواجه تطبيق الاقتصاد الدائري تحديات مثل الحاجة إلى تغيير سلوكيات المستهلكين والشركات نحو تبني ممارسات أكثر استدامة.
وتطوير بنية تحتية لدعم إعادة التدوير والصيانة وإدارة الموارد، بالإضافة إلى التكاليف المرتفعة للتحول إلى اقتصاد دائري على المدى القصير.
أخيراً الاقتصاد الدائري يقدم رؤية مستقبلية للاقتصاد تركز على الاستدامة والكفاءة في استخدام الموارد من خلال تبني هذا النموذج، يمكن للشركات والمجتمعات تحقيق فوائد بيئية واقتصادية واجتماعية طويلة الأمد التحول إلى اقتصاد دائري يتطلب تعاوناً بين جميع الأطراف المعنية وجهوداً مشتركة لتعزيز الابتكار والاستدامة.
** **
- باحث في التنمية المستدامة