م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - السيرة الذاتية كجنس أدبي يعتبر أقل وضوحاً من بقية الأجناس لأنه أكثر مرونة في حدودها وإطارها العام.. فالشعر والرواية والمقالة والمسرحية وغيرها أجناس محددة المعالم والأطر لا اختلاف عليها.. أما فيما يخص كتابة السير فقد وظّف كل كاتب مصطلح السيرة الذاتية وفق المقاييس التي يراها ويريدها لهذا المصطلح.. وبذلك أصبحت (السيرة الذاتية) جنساً أدبياً مراوغاً.
2 - الفرق بين الترجمة الذاتية والسيرة الذاتية حسب رأي الدكتور إحسان عباس.. أن الأولى ذاتية مع شيء من الموضوعية وأن الثانية موضوعية مع شيء من الذاتية.. وأن الأولى تكتب بصيغة المتكلم والثانية بصيغة الغائب.
3 - بعض السير ليست نصاً واحداً بلغة وخطاب واحد.. بل إن فصوله وأبوابه تمثّل مجموعة نصوص.. كتبت متفرِّقة.. في أوقات وظروف مختلفة.. تم تجميعها وهيكلتها واستكمال نواقصها قبل إصدارها.
4 - اللغة في كتابة السيرة الذاتية هي مفتاح النص.. فمهما بلغت درجة أهمية أو شهرة كاتب السيرة الذاتية.. إلا أنها لن يكتب لها الذيوع والانتشار ما لم تكن مكتوبة بأسلوب سردي ماهر.. يجمع ذكريات الحدث ومغزاه وتأثيره.. وتصب بلغة أدبية رائقة تدعو للقراءة.
5 - كتابة السيرة الذاتية هي نوع من السرد لكن بخصوصية أنها عن الذات.. أي أن لغتها داخلية تُصَوَّر فيها أحداث خاصة وحميمة جداً.. حتى في حديثها عن الآخر فإن العاطفة حاضرة تجاهها.. ولأن السيرة هي مذكرات تستدعي الماضي ومن ثم تقديمه وفق الإطار الذي يريده الكاتب فإن كيفية سرد الذاكرة وطريقة قص الحدث مهما كان ذلك من صميم الحقيقة أو محض الخيال هو المعيار الأهم لبروز السيرة المنشورة وانتشارها.
6 - السيرة الذاتية ليست كلها صدق كما أنها ليست كلها كذب.. بل هناك مساحة للخيال بين مسافات الحقيقة الصادقة في سرد السيرة الذاتية.. تلك المساحة الخيالية لها دواعٍ إبداعية أو دوافع تبريرية.. وأحياناً تكون هناك عوائق دون قول الصدق المحض الحق فيتم اللجوء إلى الصدق المتخيل.
7 - كتابة السيرة الذاتية ليست فقط تأريخاً للذات واسترجاعاً للذاكرة.. إنما هي تمثل لبطل السيرة آخر عمل أدبي يقوم به.. فهي العمل الختامي في حياته.
8 - كتابة السيرة الذاتية تتعلق بالواقع بأحداثه وأحاسيسه وأفكاره ونتائجه.. وهو ما يعني حسب القواميس اللغوية أن السيرة الذاتية تُعنى بتاريخ الفرد ولادة وتعليماً وخبرات وطموحاً.. أما التعريف الثقافي فهو أن السيرة: (عمل إبداعي يعبر فيه مبدعه عن حياته أو مشاعره.. بأي وسيلة تعبيرية سواء كانت رواية أو قصيدة أو مقالة أو لوحة تشكيلية).