في هذا المقال سوف أتحدث عن 3 جهات مرتبط عملها ببعض، وهي: البنك المركزي السعودي (ساما) والجهات التمويلية (البنوك وشركات التمويل) والشركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمة).

البنك المركزي يضع الأنظمة للجهات التمويلية التي يشرف على عملها، وتقوم الجهات التمويلية بتمويل الأفراد وغير الأفراد، أما «سمة» فهي مسؤولة عن رصد السجل الائتماني للمقترضين.

وعندما تخالف الجهات التمويلية الأنظمة يقوم البنك المركزي بالتصويب والتوجيه، وحينما يخالف المقترض الأنظمة، أنظمة وقوانين البنك المركزي تردعه، ولكن في هذه الحالة النظام يطبق عليه فوراً دون تردد أو تأخير.

فمثلاً، عندما يتأخر العميل أو الفرد الذي اقترض من إحدى جهات التمويل، في سداد الأقساط لأي سبب من الأسباب، بعد أيام من تأخره في سداد القسط يتم تسجيله في «سمة» وينخفض سجله الائتماني.

وفي حال قرر العميل أن يحسن سجله الائتماني ما هي الأدوات التي أمامه، لكي يرفع أو يعدل سجله الائتماني، سوى أن يسدد أقساطه قبل تاريخ استحقاقها لكي يتحسن سجله الائتماني، وهذا ما يسمح به نظام البنك المركزي السعودي.

ولكن المفاجأة الكبرى أن العميل أو المقترض يتفاجأ بعدم تطبيق الجهات التمويلية للنظام الذي يسمح له بسداد أقساط مقدما، في مخالفة صريحة للنظام، وتسمح له بسداد كامل القرض وفي حال سدّده دفعة واحدة لا يرتفع سجله الائتماني كثيرا بمقدار انخفاضه عند تعثره في السداد.

فهنا أقترح لـ«سمة» أن يعاد النظر في آلية حساب الدرجة الائتمانية للعميل، كما أنني أقترح أن تكون معادلة التقييم معلنة لكل العملاء.

أما مخالفة الجهة التمويلية النظام، هذا يتطلب منك وقتاً طويلاً من الانتظار للبت به من قبل البنك المركزي، الذي وضع قناة شاملة لشكاوى عملاء الجهات التمويلية يشكر عليها، متمنياً أن ينظر البنك المركزي ويراجع عدد أيام حل الشكوى خاصة إذا كان فيها مخالفة صريحة للنظام.

كما أتمنى من «سمة» أن تكثف من رسائلها التوعوية للمقترضين وتوضيح الطرق التي من شأنها أن ترفع درجة السجل الائتماني للمقترض، إضافة إلى إعلان كيفية حساب أو تعديل السجل الائتماني لكل عميل بشفافية، لكي يتمكن العميل بنفسه من معرفة الطرق التي تؤدي لرفع سجله الائتماني.

السؤال الأخير هو للجهات التمويلية، التي تستطيع أن تأخذ حقها فوراً، لماذا لا تسمح للمقترض من ممارسة حقه بكل يسر وسهولة، خاصة أن حقوقها مكفولة بالنظام وفي دقائق معدودة باستطاعتها إيقاف خدمات العميل بضغطة (زر)؟.

** **

- طلال الصياح