عبداللطيف الحمادي
ما وصلت إليه الجامعات السعودية من الإنجاز والتقدم على المستوى الدولي بفضل أهداف رؤية المملكة بداية من الخطط والإستراتيجيات لتطوير النظام الجامعي، فقد أطلقت وزارة التعليم ومجلس شؤون الجامعات نظام الجامعات الجديد ليكون بديلاً عن النظام السابق للجامعات السعودية، إذ يهدف النظام الجديد إلى منح الجامعات السعودية استقلالية شاملة، من خلاله يمكن للجامعة اتخاذ القرارات التطويرية وتحديث التخصصات والمقررات العلمية وفقاً لرؤيتها الخاصة، ليس هذا فحسب، بل أصبحت الجامعات بعد صدور هذا النظام تمتلك جميع الصلاحيات الخاصة التي تمكنها من إحداث التغيرات والتنوع في جميع مصادر الاستثمار والدخل الخاصة بها وهو ما يعد بمثابة نقلة نوعية في أسلوب تنظيم الجامعات وطريقة إدارتها في المستقبل مما يخلق تنافساً بين الجامعات في التطوير وجودة لمخرجات. وقد استقلت جامعة الملك سعود عن نظام وزارة التعليم وأصبحت مؤسسة أكاديمية مستقلة وسوف تتبعها الجامعات الأخرى بخطة تطويرية شاملة وعلى مستوى الإنجازات والأرقام تقدمت الجامعات السعودية في تصنيف (التايمز) العالمي لأفضل الجامعات في العالم، حيث ارتفع عدد الجامعات السعودية إلى 21 جامعة سعودية في التصنيف لأفضل الجامعات العالمية في العام الحالي 2023، في مقابل 10 جامعات في عام 2021م، بنسبة زيادة 50 %، وذكر موقع التايمز عند إطلاق تصنيفه أن المملكة جاءت في المركز الأول عالمياً بنسبة التحسّن في الاستشهاد بمخرجاتها البحثية بنسبة 35 %، وفي إنجاز جديد للتعليم العالي ارتفع عدد الجامعات السعودية إلى 16 جامعة في تنصيف QS العالمي لأفضل الجامعات مقارنة ب 9 جامعات في 2019 وحققت مراتب متقدمة في تصنيف التخصصات.
وارتفع عدد الجامعات السعودية ضمن تصنيف شنغهاي الدولي لأفضل الجامعات إلى 12 جامعة سعودية وفي مجال البحث العلمي والابتكار فقد أنشأت وزارة التعليم وكالة خاصة للبحث العلمي والابتكار واستحداث منصب نائب لوزير التعليم للجامعات والبحث العلمي والابتكار واعتمدت بناء إستراتيجية البحث العلمي والهوية البحثية في الجامعات، حيث تشهد المملكة نمواً متزايداً في عدد الأبحاث العلمية التي تنشرها الجامعات الحكومية، حيث تشير آخر الإحصاءات إلى ارتفاع معدل نشر البحوث العلمية في 2021 م إلى 104 %، مقارنة بالفترة التي سبقت خطة الوزارة لتطوير الجامعات وقد ساهمت الجامعات السعودية بنسبة 93 % من الناتج الوطني للبحث العلمي، حيث بلغ عدد الأبحاث العلمية المنشورة إلى أكثر من 57 ألف بحث علمي.
وتقدمت المملكة تقدماً ملحوظاً خلال السنوات الأربع الماضية لتقفز بترتيبها 10 مراتب، وصولاً إلى المركز 25 عالمياً والأولى عربياً في مجال النشر العلمي، حسب مؤشر Scimago للنشر العلمي، كما تضم الجامعات السعودية أكثر من 47 مركزاً للابتكار وريادة الأعمال، وأكثر من 135 مركزاً للتميز والأبحاث، والتي تسهم في تطوير الأبحاث إلى براءات اختراع، إضافة إلى إطلاقها للعديد من معارض الابتكار والفعاليات التي بدورها تحفز الطلاب على التفكير والإبداع.
وفي منجز وطني حقق تعليم المملكة المرتبة الأولى عربياً، حيث سجل 1871 براءة اختراع دولية حققها طلاب وأعضاء هيئة التدريس والباحثون في الجامعات السعودية، وللجامعات دور كبير في التنمية للوطن والمنافسة العالمية كما قال قائدنا عرّاب الرؤية العظيمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عن دور الجامعات في المملكة وأهميته في رؤية 2030، مبيناً أن هناك مستهدفاً أن تكون جامعاتنا في قائمة أفضل الجامعات العالمية.