عطية محمد عطية عقيلان
المعدة تتهم المخ بالغباء..
هناك صراع بين المعدة والمخ، أيهما أذكى ويعرف مصلحته، فالمعدة ترى أنها أذكى، فتعرف متى تكون خاوية وتعبر عن ذلك وترسل رسائل للمخ، وعندما تشبع تعرف كيف تتخلص من الزائد من الطعام وتستفيد من المفيد، بل تخرج المواد الفاسدة، وحتى عند حصول تسمم لها يكفي أن تجرى عملية غسل معدة، لتعود وتمارس دورها في امتصاص الطعام المفيد، في المقابل ترى المعدة أن المخ رغم اطلاعه وتشعبه، لكنه يتعامل بغباء رغم ادعائه الذكاء، فهو يخزن الكثير من المعلومات وجلها غير مفيد، خاصة قصص الناس ومشاكلهم ولا يتخلص منها رغم ضررها وحجم تأثيرها السلبي عليه، ولا يتوقف عن إضافة المزيد من هذه المعلومات المضرة، وليس لديه عملية الهضم والتخلص من المضر والاحتفاظ والاستفادة بالمفيد، مع اعتراف المعدة بأن هناك أشخاصا لديهم القدرة بالتوازن بين الذكاء في المخ والمعدة، خاصة كلما زاد اطلاعهم وحسهم الأخلاقي ارتفعت مبادئهم، ولكن ما تفخر المعدة به دوما تستطيع أن تميز وتعبر عندما تكون فارغة، عكس البعض الذي لا يميز ولا يعرف بأن مخه فاضٍ ويحتاج الى تبديل المضر بالمفيد.
بين الحكم بالعدل أو بالفضل..
تخاصما ولجأ الى كبيرهما ليقض بينهما، فلما جمعهما، خيرهما الحكم بالعدل أو الفضل؟!
وبين أن العدل أن يحكم بينهما دون جور أو ظلم طرف على حساب طرف، وأن يؤدي كل واحد ما عليه بأمانة وأن يرضى بالحكم ويعطي الواجب أو يأخذه بإنصاف، دون زيادة أو نقص، أم الفضل فهو مجاوز للعدل وهو إحسان مستحب وأطهر للنفوس، واختاروا الفضل لحث الحكم بينهما على ذلك، فهدفه الصلح وتصفية النفوس وتحقيق التخارج للطرفين بمكسب وقناعة ورضى، لذا الوسيط العاقل والعادل تلزمه الحكمة ليحقق الرضى بين المتخاصمين دون ميل أو هوى لأي طرف، والفضل مفيد ومؤثر مع الأصيل وابن الناس.
مزرعة الهواتف!!
دوما تتحقق التطبيقات بأن المستخدم ليس «مستخدما آليا أو روبوتا» بغية التأكد من التفاعل البشري وإعطاء إحصائيات صحيحة وضمان استخدام الفرد لهذا التطبيق أو تلك الخدمة، وهذا جعل الإحصائيات أكثر دقة عما قبل وخاصة مع دخول الذكاء الاصطناعي والروبوتات، فبحثت الشركات والتطبيقات عند طرق لضبط ذلك، ورغم ذلك وللتحايل ورفع التفاعلات والأرقام انتشر ما يعرف «مزرعة الهواتف» وهي مجموعة من الهواتف متصلة بالإنترنت يدير الشخص الواحد مئات الهواتف بغرض زيادة التفاعل وزيادة أعداد المتابعين والتعليقات والإعجاب وزيادة الشعبية أو الخداع لهذا المنتج أو التطبيق، وكل ذلك عبر خطة تسويقية بغرض كسب الأموال، وهذا أدى إلى عدم صحة تفاعل المستهلك مع ذاك المنتج أو الوسيلة أو الخبر، وهي تأكيد بأن حتى الأرقام تكذب وتتجمل حسب المصالح، فلا نأخذها كمسلمات لأن هناك دوما من يستطيع زيادتها أو نقصانها حسب مصالحه وسياسته، ويحتال حتى على التكنولوجيا.
خاتمة:
كم عمرك؟
أجاب: أربعون سنة ومع الضريبة تصبح 50 وممكن أكثر حسب نوع الضريبة!
فسأل باستغراب: هل للعمر ضريبة؟!
رد بنعم: فالعلاقات السامة والإرهاق والتفكير الزائد والعادات السيئة والافراط في الطعام وإهمال الصحة والصحبة السيئة والتجهم والزعل والعصبية.. كلها ضريبة تزيد من عمرك، وتصبح ملامحك وتجاعيدك وندوبك تبدو أكبر من حقيقتها،
فعلق: إذا لنفعل الخصم والتخفيض على أعمارنا لتبدو أكثر شبابا، بممارسة الرياضة، وتفعيل التسامح، والاهتمام بالهندام والأكل وإحاطة أنفسنا بمتفائلين محفزين.