هلال الثبيتي - الطائف:
مركز الشفا بالطائف أيقونة السياحة الذي يحظى بشهرة تفاصيله وتضاريسه الأخاذة بين الجبال والمرتفعات التي تمتاز بالأفلاج الطبيعية والعيون المتدفقة واحتضان السحاب للجبل، وطقسه الماطر الجاذب، لجموع الزوار على مدار العام، ليكون بذلك معياراً رئيساً منافساً في توافد السائحين إلى المناطق الجبلية الخصبة بالمملكة، وبريقاً ملفتاً يشتاق إليه جميع من تمتع بجمال أرضه التي تمثل أيقونة بارزة يظمأ لها الساري في القطاع السياحي.
ويشكّل قطاع السياحة في مركز الشفا مصدراً مهماً في عملية التنمية الاقتصادية لمحافظة الطائف، حيث يشهد تنفيذ العديد من المشروعات السياحية، مثل: الفنادق والمنتجعات والمجمعات السكنية المتكاملة المناسبة للبيئة والتنمية الريفية بالمعايير العالمية، التي تعد فرصة طبيعية للسائحين والزوار للاطلاع على تراث سكان المركز في جانب المعالم الأصيلة، التي تحمل جميع أشكال التعبير الثقافي الخاصة بالمنطقة، وما تضمه من استغلال «العنصر الأصلي» في المكون الطبيعي لأرضهم الذي أحدث من خلاله السكان المحليون الفرق في تسليط الضوء على هويتهم المتوارثة.
وترتكز أرض الشفا المتعالية على طول سلسلة جبال السروات المتأثرة بعبق الطبيعة، على عوامل الجذب التي يتمتع بها سكانها، الذين يحملون توجهات مجتمعية قوية عرف فيها ودهم وكرمهم وترحيبهم بكل الزائرين، حيث يعيش شفا الطائف على مدى السنوات العشر الماضية، تحولاً كبيراً نحو التنمية السياحية الاقتصادية؛ وتطوير الاكتفاء الذاتي للسكان، الذي توافقت إمكاناتهم مع الطبيعة، في مهن الزراعة وقطاف الثمار، ورعاية الأغنام والمتاجرة بها، وبيع العسل الأصلي الذي أخرجته زهور تربتهم الخصبة ليكون رحيقاً عذباً ثم عسلاً نادر الوجود، وكذلك إنتاج دهن الورد الطائفي من مزارعهم الشاسعة، إذ تعد هذه الأعمال خط سير للمنتجات الطبيعية، التي يعمل عليها أبناء الشفا، لتكون بيئة أرضهم المولد الاقتصادي الثري، لموارد الطبيعة والحياة البرية كافة، لتمتزج هذه المقومات مع الروح التقليدية للعادات الأصيلة التي احتفظ بها السكان، المتوارثة من أجدادهم الأوائل؛ ليكمل الآباء والأبناء مسيرتها، حتى أضحى مركز الشفا، المتنفس الأوحد لكافة السياح والزوار القادمين إلى محافظة الطائف.