إيمان الدبيّان
الـسـعــادة شــعـــور وإحــساس، والمشاركـــة بالمناسبات يكون مع أقرب الناس، سواء مناسبات الحزن والترح أو البهجة والفرح، فقد أصبحت المناسبات متساوية في البذخ لدى البعض.
البعض يبذخ ويسرف في كل مناسباته على مختلف أنواعها. بدءاً من المكان الذي تقام فيه المناسبة ونهاية بما يترك بعدها لدى الكثيرين، ومرورا بما يقدم وبما يستعرض فيه أمام الحضور في استقبال للمولود أو عزاء يودع فيه حبيب في اللحود، وقد تكون المناسبة حفل تخرج من رياض أطفال أو الحصول على شهادة ابتعاث في أندر مجال، وربما فرحة أعراس أو احتفال بخُلع ترقص عليه الأنفاس.
تعددت المناسبات والبذخ واحد من أطعمة عديدة، وموائد مديدة بطقوس أراها مقيتة.
بذخ وإسراف لا يقبله دين ولا يقره منطق، تتجاوز تكاليف بعضها الملايين، وما يزيد الطين بِلة هو نشر هذه الاحتفالات في مواقع التواصل الاجتماعي؛ مما يخلف عمقا سلبيا مؤثرا على الأسر المتوسطة والبسيطة ثقافة وعلما ومادة فتعتقد أن إقامة المناسبات لا يكون إلا بالبذخ والتبذير.
أتمنى أن توضع ضريبة خاصة على المناسبات الفارهة والحفلات الباذخة يدفعها صاحب الدعوة إذا تجاوزت التكاليف مبالغ معينة تحددها لجان وجهات مخصصة لهذا الغرض.
ومما أتمناه أيضا هو إلزام الفنادق وقاعات المناسبات بجمع وفرز الأطعمة وتقديم الجيد منه لجمعيات حفظ الطعام والنعمة، وما عدا ذلك يعاد تدويره بالتعاون مع المصانع والشركات الخاصة بذلك في كل مدينة من مدن المملكة.
عزيزي الرجل.. وعزيزتي المرأة.. المشاركة الحقيقية ليست في عدد عاملات يقارب عدد الحضور يقمن بتقديم الضيافة، ولا في الفندق الذي يكلف سعر المدعو ألوفا،.. إن المشاركة الحقيقية هي بحضور من يحبوننا بلا مجاملات، ويصْدقُوننا في كل الحالات.
البعض.. أنعم الله عليه ومؤمن ومقتنع بأن مناسباته يجب أن تكون حديث المجتمع، وهذا حق من حقوقه، ولكن الوسطية مطلوبة و البساطة مرغوبة.