حسن اليمني
غاب 112 من أصل 212 عضواً في مجلس الكونغرس الأمريكي وغاب 24 من أصل 51 من مجلس الشيوخ الأمريكي وحضر من حضر مناوئين ومعارضين للمجرم الإرهابي نتن ياهو الذي أشبعه من حضر من المتزلفين تصفيقاً ووقوفاً أمام مُلاحق دولي بقضايا جرائم حرب.
كان المبنى أيضاً محاطاً بالمئات من المحتجين الرافضين لما يجري في غزّة من حرب إبادة وحشية إرهابية, لكن رئيس البلاد المنتخب من الشعب الأمريكي - في الصورة الظاهرة - يستقبل مجرم الحرب الذي فاخر بأنه صهيوني يهودي في رحاب صهيوني إيرلندي جمعتهما الصداقة أربعين عاماً - كما يقول - وكل هذا وذاك تم بالبث المباشر لكل العالم, بما يفهم منه أن سطوة اللوبي الصهيوني على القرار الأمريكي معلومة ومعروفة وأن القضية ليست في البحث عن فك الالتباس بين الحق والباطل وإنما صراع بين القوة الصهيونية والعدالة الدولية.
هُزمت ألمانيا من قبل الاتحاد السوفييتي وسرقت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها النصر وحكموا العالم منذ ذلك التاريخ حتى اليوم, لم يكتفوا بسرقة النصر بل لاحقوا الاتحاد السوفييتي حتى تم إسقاطه نهاية القرن الماضي فاستقلت الولايات المتحدة الأمريكية بالقوة وحكم العالم بالمال و»البروباغندا» الصهيونية ليدخل العالم قرناً من الفوضى تكاد لا تتوقف فيه الحروب يوماً واحداً, وأخيراً يدخل الكيان الصهيوني في مأزق الوجود أمام قوى عربية خرجت عن قواعد النظام العالمي المبتور لتشتعل أطول حرب عرفها الكيان منذ نشأته حتى اليوم تكلل بهزيمة الروح الأمريكية وكبريائها بتصفيق نفعيين أنانيين انقلبوا على عظمة الولايات المتحدة الأمريكية حين وصف نتن ياهو حربه دفاعاً عن أمريكا وجعلها تبعاً للكيان وليس العكس الصحيح.
إن للولايات المتحدة الأمريكية في إنتاجها ومساهماتها الغزيرة في ترقية أدوات العصر ورفاهيته ولشعبها المتعدد العرقيات والقوميات والأديان المتسامح فيما بينه بوعي وتحضر محبة ومكانة في دول العالم وتستحق الولايات المتحدة الأمريكية قيادة أمريكية حرة مستقلة تمارس دورها العالمي باسم الشعب الأمريكي وأخلاقه, فمن يحرر أمريكا من قبضة الصهيونية المسيطرة على شرايين الحياة مالاً وإعلاماً وصناعة وإنتاجاً؟ لن تكون روسيا ولا الصين في حال تقلدت إحداهما أو كلتاهما حكم العالم بديلاً عن الولايات المتحدة خياراً أفضل لو عادت أمريكا لجوهر قيمها ومبادئها التي لا زالت ترفعها جوفاء اليوم, وأنه من المؤسف حقاً أن تنتحر الولايات المتحدة الأمريكية بالهوى الصهيوني المسموم, وبقدر ما يغضب الحق من بطش الباطل يشفق الكثيرون على الحال التي وصلت إليها قيادة الولايات المتحدة الأمريكية في خنوع وخضوع مذل ومخزٍ لسطوة شرذمة صهيونية.