عايض بن جبرين المطيري
الوجهة: إمارة منطقة الرياض، الموعد: لقاء نائب أمير المنطقة، الزمن: 17-1-1446هـ، المكان: قصر الحكم، ذلك القصر الذي انطلقت منه قيادة مسيرة هذا الوطن، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده محمد بن سلمان، حفظهما الله.
وأنت تحط رحالك في هذا الوسط التاريخي، يستقبلك السوق ذو الطراز القديم الذي ينبض بأصالة الماضي وتاريخ المملكة. يتوسط هذا السوق قصر الحكم، شامخاً بأصالته، ليكون شاهداً على التحولات العظيمة والإنجازات التي قادها الملك سلمان وولي عهده.
قصر الحكم ليس مجرد مبنى، بل رمز لنهضة المملكة وتطورها، وحامل لأسرار نجاحاتها ومسيرتها المشرفة نحو المستقبل.
عند بوابة قصر الإمارة وفي كل يوم دوام، منذ الساعة الثامنة صباحاً، يستقبلك رجال الأمن والحراسات بكل ترحاب وبلا مبالغة كأنك على معرفة مع سمو أميرها أو سمو نائبه، يوجهك الحراس إلى مكتب استقبال الجمهور من المواطنين والمقيمين. هناك يستقبلك موظفو الاستقبال بالإمارة بابتسامة جميلة وأخلاق رفيعة، وفي صالة استقبال مرتبة، يطلبون من الجمهور الجلوس والراحة، ويتناولون مستندات وطلبات المراجعين بكل سلاسة وهدوء. لا تمر الساعة إلا نغمات الرسائل على هواتف المنتظرين تتوالى بعد تسجيل معاملاتهم في منصة الإمارة لتسهيل متابعتهم لها فيما بعد. في وقت قصير، يتناول الجميع أرقام معاملاتهم ثم يتوجهون إلى مجلس استقبال سمو الأمير.
هناك مجلس مستطيل الشكل ذو بوابة رائعة، يغطي كامل المجلس ثلاثة صفوف من الكراسي المتتالية المريحة للضيوف، في واجهة المجلس، طاولة كلاسيكية مع كرسي لجلوس الأمير، ويقابل الطاولة كرسي للمراجع صاحب الحاجة، للجلوس عليه للحديث مع سموه.
وقت قصير ويلفت الانتباه توافد رجال الأمن وبعض موظفي الإمارة، الذين يسدون تعليمات بسيطة لبروتكول الانتظام والسلام على سمو الأمير في جو يسوده الوئام وخالٍ من التوتر.
عند حدود الساعة العاشرة صباحاً، دخل سمو الأمير الشاب الرائع الخلوق محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض بابتسامة عريضة تملأ وجهه ودماثة أخلاق تبرز شخصيته النبيلة. يتميز سموه بتواضعه الجمّ واحترامه الكبير لجميع شرائح المجتمع الحاضرين، سواء أكانوا من كبار السن، أو ذوي الاحتياجات الخاصة، أو الشباب، وحتى الأطفال. يستقبل الجميع بسلام حار وترحيب رائع، يسمع منهم واحداً تلو الآخر، حتى ينتهي الجميع من عرض حاجاتهم، مهما كان عددهم.
في هذا اللقاء الأسبوعي، ترى الجميع يتوافدون على الأمير، بعضهم للسلام، وبعضهم للشفاعة، وآخرون للمساعدة، وكلهم يجدون في سموه آذاناً صاغية وقلب رحيم. تنتهي جميع الطلبات بطريقة منظمة وهادئة، فلا تجد أصواتاً مرتفعة أو ارتباك لافت. الجميع، من المواطنين والموظفين، تعلو وجوههم الابتسامة والتعاون المميز والرضى من الجميع هو سيد المكان.
في ختام كل جلسة يودع سموه المراجعين بابتسامته المعهودة. تميز اللقاء يعكس روح القيادة الحكيمة والتواصل الفعال بين القيادة والمواطن في المملكة. إن هذا النهج الذي يتبعه سمو الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز يجسد أسمى معاني الإنسانية والقيادة النموذجية، ويؤكد حرصه الشديد على تلبية احتياجات الناس وحل مشاكلهم بروح الأخوة والمسؤولية.
وفي الختام يبقى قصر الحكم، برمزيته العميقة في قلوب السعوديين، ويستمر في دوره كمركز للتواصل بين القيادة والشعب، مجسداً رؤية المملكة نحو مستقبل مشرق، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.