محمد عادل
لماذا يجب على كل مدير ناجح أن يكون مخططًا استراتيجيًا بارعًا؟!
لأن المخطط الاستراتيجي هو الشخص صاحب الرؤية الذي ينظر دائمًا إلى المستقبل، ويحاول أن يتخيل مختلف السيناريوهات والاحتمالات، وذلك حتى يتمكن دائما من اتخاذ القرارات المناسبة لمؤسسته.
وفي الحقيقة، فمن واقع خبرتي، لكي تكون مخططًا استراتيجيًا بارعًا، يجب أولًا أن تمتلك مجموعة من المهارات التي تمكنك من بناء استراتيجية متكاملة لمؤسستك، مثل أن تكون قادرًا على:
* التحليل والتفكير النقدي، حتى تستطيع استخدام البيانات والمعلومات المتوافرة لك بشكل فعال.
* التواصل الفعال والتعاون والتوافق مع أصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين، لتعزيز القدرة على تحقيق أهداف المؤسسة.
* حل المشكلات الصعبة ومواجهة مختلف التحديات التي قد تواجهك، والتي ستقوم من أجلها بالاستعانة بالتخطيط الاستراتيجي من الأساس!
* أن ترى أبعد مما هو تحت قدميك، وتركز على الصورة الأكبر ومدى تأثير قراراتك على المدى الطويل.
* أن تكون مرنًا للتغيير ومنفتحًا على كل ما هو جديد يمكن أن يطرأ على المستقبل.
* إدارة فريق قوي يضم موظفين موهوبين ومُبدعين.
* أن تكون استباقيًا وتبادر بالفعل.
* أن تكون مُبدعًا ولا تخشى المخاطرة، وتبحث دائمًا عن طرق فعالة لتحقيق أهدافك الاستراتيجية.
الآن وبعدما تعرفت على أبرز مهارات المخطط الاستراتيجي البارع، ما هي خطوات عملية التخطيط الاستراتيجي الفعال؟!
* حدد هدفك الذي ترغب في تحقيقه: وأسأل نفسك مثلًا: لماذا ترغب في تطوير كفاءة عملياتك الحالية؟ لماذا ترغب في التوسع في سوق جديدة؟
* ابدأ تخطيطك ببناء رؤيتك، وهذا يمكن تحقيقه عبر تلك الأسئلة الخمسة:
1 - كيف يمكن تطوير المؤسسة استراتيجيًا؟
2 - إلى أين تتجه المؤسسة خلال السنوات المقبلة «خلال 5 سنوات مثلًا»؟
3 - كيف تستعد لتعزيز وضعك في السوق أو للدخول في سوق جديدة؟
4 - كيف تعزز نمو المنتجات أو الخدمات التي تقدمها؟
5 - كيف يجب أن تستجيب المؤسسة للتهديد الذي قد يمثله منافسيك حاليًا وفي المستقبل؟
للإجابة عن تلك الأسئلة، قم بجمع أكبر قدر متاح من المعلومات عن مؤسستك ووضع السوق والمنافسة فيه مع تحليلها، لمحاولة وضع استراتيجية فعالة لمستقبل أعمالك.
* ابنِ استراتيجيتك: بالاستعانة بالتحليل الذي قمت به، وتأكد من كون خطوات استراتيجيتك واضحة وقابلة للقياس.
* انتقد استراتيجيتك بنفسك: وشكك في مدى قدرتها على قيادة مؤسستك للنجاح، لأن ذلك سيساعدك على التأكد على أنك اخترت الخطة المناسبة، كما يمكنك من الاستعداد للدفاع عنها بشكل استباقي عندما ينتقدها الآخرون.
* ابدأ في التنفيذ: وحدد الموارد اللازمة لذلك، وطور فريق عملك ووضح أدواره ومسؤولياته، وابني مراحل استراتيجيتك والجداول الزمنية اللازمة لتنفيذها بشكل فعال.
حاول أيضًا وبينما تنفذ استراتيجيتك أن تراقب مدى تقدم كل مرحلة فيها بكفاءة، لكي تتاح لك القدرة على مواجهة أي عائق قد تواجهه فيها بشكل سريع، وتضمن سير العمل بكفاءة.
* قيِّم النتائج: حتى تتمكن من التعرف على إذا ما كنت قد حققت هدفك من عدمه، ويتم ذلك عبر تحليل البيانات وجمع ردود الأفعال، وفهم مدى تأثير خطتك الاستراتيجية على أصحاب المصلحة.
عقب ذلك، حاول أن تتعلم من النتائج التي حققتها خطتك، سواء بالسلب أو الإيجاب، لكي تفهم إذا ما نجح أسلوبك، أم انه يحتاج إلى تعديل أو تغيير شامل.
في الحقيقة، يمكنني أن أؤكد لك أن نجاحك في تطبيق تلك الخطوات بنجاح لن يساعدك فقط على امتلاك عقلية التخطيط الاستراتيجي الناجح، ولكنه سيمكنك أيضًا من توجيه مواردك بكفاءة، تطوير قدراتك التنافسية، وإدارة المخاطر التي قد تواجهك لكي تستطيع بناء نمو مستدام لمؤسستك يتوافق مع متغيرات المستقبل.