رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
عنوان قد يجنح بخيال القارئ إلى عالم القبلات وأنواعها والتي لامست وجدان بعض شعراء العصر الجاهلي.. أو ثورة نزار الشعرية ورسمه وتصويره لها قائلاً:
عامان مرا عليها يا مقبلتي
وعطرها لم يزل يجري على شفتي
كأنها الآن لم تذهب حلاوتها
ولا يزال صداها ملء صومعتي
قبلتنا التي نحن بصددها بعيدة عن كل ذلك، فهي قبلة خير ومساهمة في بقاء الحياة في النفس البشرية بقدرة الله التي تعرضت لحادث عارض وطارئ، وهي أقرب لعملية التنفس الصناعي لإنسان يعاني من ضيق تنفس شديد أو توقف للقلب.
وذلك مدخل إلى موضوع أشمل وهو إعطاء دورات اسعافية تطوعية من قبل الهلال الأحمر لتعزيز ثقافة (الطوارئ) التطوعية من قبل الأفراد.. ولاسيما من يعشقون هذا اللون.
وفي السنوات الأخيرة ولدت جمعيات تطوعية عديدة تقدم خدماتها للعون والإنقاذ والبحث عن التائهين بالصحراء والمساهمة مع الجهات الحكومية - كتب الله لهم الأجر والثواب وأعانهم في مقصدهم - وهي جمعيات مصرحة. وتأتي مساهمتهم من باب التكافل والنخوة والفزعة التي هي من نسيج وسلوك مجتمعنا.
وآمل وأدعو مديرية الدفاع المدني إلى تدريبهم وصقل مهاراتهم في ثقافة سلامة الوصول إلى المركبات والتعامل مع الصحراء وبيئة الجبال وفن عملية الإنقاذ.. أما الهلال الأحمر هلال الحياة فيبقى دوره جرعات تدريبية لمنسوبي تلك الجمعيات في التعامل السليم والصحي مع كل حالة تم الوصول إليها.. وتقديم الإسعافات الأولية حتى الوصول للمستشفى.. وقبلة الحياة هي أحدها (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، ودمتم بصحة وعافية.