علي الخزيم
بلغة العرب: السَّبْق بسكون الباء بمعنى التقدم؛ أي سبقه إلى الشيء سبْقاً فتقدمه، والسَّبَق: بفتح الباء ما يتراهن عليه المتسابقون أو يتنافسون على تحقيقه، فحين تقول العرب (سَبَق السبْق) فهم يعنون المردودات بعمومها الناتجة عن السبْق والتسابق بين طرفين أو أطراف متعددة، وقد تشمل المردود المعنوي للتنافس الشريف والمبادرة والمسارعة نحو هدف ما.
وفي ظل حكمة القيادة الرشيدة الساعية بجد وإخلاص لتحقيق أعلى متطلبات التنمية المستدامة؛ وأرفع مستويات التقدم الحضاري الشامل وجودة الحياة للمواطن والمقيم؛ كان من واجبات مؤسسات الدولة والقطاع الخاص التنافس الفعال المثمر لتحقيق تطلعات القيادة -أيدها الله- لرفاهية المواطن والمقيم على أرض المملكة، فالأهم هو إتقان الإنجاز ووفائه بالمعايير وشموليته ونجاحه بتقديم الخدمات المنوطة به على أكمل وجه، ودون هذا فلا جدوى من دخول ميدان التسابق.
ولتجربتي عن قرب لخدمات مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض ووفاء لما لمسته من عناية ورعاية للمراجعين والمستفيدين من خدماته كافة دون تمييز؛ يطيب لي استذكار جزء قليل من إنجازات (سبق أن) حققها المستشفى خلال سنوات مضت؛ وبكلمات وجيزة مختصرة جداً، وليس مُنتهى الأمر أن يحقق صرح طبي كهذا المَعْلَم الحضاري بعاصمة المملكة إنجازات باهرة؛ بل إنه فاق كثيراً من أمثاله على مستوى منطقة الشرق الأوسط بفضل الله ودعم القيادة وتوجيهاتها الرشيدة، وبشهادة أهل الاختصاص؛ وبهذا الاتجاه يؤكد الرئيس التنفيذي للمستشفى الدكتور عبد العزيز الراجحي وبأكثر من مناسبة بأن المستشفى يطبق وباستمرار استراتيجياته المتجددة للتطوير العام بإطار رؤية المملكة 2030.
فقد سبق أن: وقَّع المستشفى اتفاقية تعاون مع البنك الإسلامي للتنمية لتقديم خدماته الجليلة لملايين المستفيدين بأكثر من 13 دولة إفريقية ونقل الخبرات والمعرفة والتقنية بطب العيون إليها، وثمَّة إنجاز سبق أن حققه المستشفى على مستوى الشرق الأوسط بإجراء عمليات جراحية نادرة كالتهاب القرنية العصبي وغيرها كثير وبأسلوب مبتكر لم يحدث من قبل بالمنطقة، ولم يتوقف عندها فما زال التقدم والتطوير ديدنه، وكان المستشفى قد سبق لإطلاق مبادرة (سّمْ) لتعزيز العمل التطوعي بين العاملين ولتحسين تجربة المراجعين والزوار.
وسبق أن دشن المستشفى بالتعاون مع جهات ذات تخصص عالٍ مشروع (عيناي) كأول حلول الذكاء الاصطناعي الرائدة المطورة لصحة العين الذي طُور محلياً على أيدي مهندسين وخبراء سعوديين، كما أن المستشفى سبق أن - وما زال - يتصدر المنشآت الصحية في مجالات تخصصية عدة، ما جعل المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية يوقع معه اتفاقية لتفعيل العمل المشترك والتعاون المستمر في المجالات ذات العلاقة بتطوير جودة الخدمات الصحية وسلامة المرضى ورفع مستوى خدمات الرعاية الصحية في مجال طب العيون بالمملكة.
كان للمستشفى قصب السبق في ابتكارات حديثة موفقة بمجال علاج (الجلوكوما) على يد العلماء المتخصصين من أبناء هذا الصرح الطبي العملاق، كما كان للمستشفى السبق بتخريج مجموعات من الأطباء المتخصصين من مواطني المملكة ومن الأشقاء بدول الخليج العربي، وأُكرر التأكيد بأنها مجرد لمحة استذكارية ليس إلاَّ؛ وهي لا تفي هذا المعلم الشامخ حقه.