إبراهيم بن سعد الماجد
قد تكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي الوحيدة التي تستأثر باهتمامات شعوب العالم وتحظى بأكبر تحليلات الساسة والإعلاميين، وهي اليوم تختلف عن الأمس، وأعني أن الانتخابات في العقود السابقة كان المواطن الأمريكي لا يحمل أجندة مثخنة من المطالب الداخلية، بقدر ما كان يريد أن يكون الصوت الأمريكي هو الأقوى على المسرح السياسي العالمي، لكنه اليوم لديه من المشاكل الداخلية ماينسيه سمعة امريكا عالمياً، إذ لم يعد الناخب الأمريكي يختلف عن الناخب في العالم الثالث! فامريكا تعيش أزمة داخلية ربما تكون أكبر من أزمات دول العالم الثالث كونها تتصل بأمور أخلاقية مؤثرة على سلامة الأسرة، كتهريب المخدرات، والتحول الجنسي والشذوذ، وفي حديث الملياردير إيلون ماسك المتلفز عن حالة ابنه المتحول جنسياً، وما صاحب ذلك من صدمة كبيرة لوالده وأسرته ما يؤكد ضخامة الأزمة الأخلاقية.
يقول الباحث الاستراتيجي والكاتب السياسي الدكتور عبدالله الطاير في مقالة نشرت في صحيفتنا الجزيرة:
(في أوقات الأزمات أو عدم اليقين، يتعلق الناس بشخصية يمكنها تقديم الأمل والحماية، ويمكن استغلال هذه الثغرة الأمنية من خلال تقديم القائد كمنقذ، حتى لو كانت أفعاله ونواياه موضع شك. المرشحان الجمهوريان دونالد ترمب وجي دي فانس يستندان إلى سمات شخصية ينشدها رجل الشارع الأمريكي مثل القوة، والكاريزما، والقدرة على الحسم، ويقدمان ما يحتاج إليه المواطن الأمريكي الذي أنهكه التخويف، وبات مستعداً للتعلق بمن يضمن له الأمن وعلى استعداد أن يهبه في المقابل الولاء والإخلاص..)
الرئيس الحالي (بايدن) طوال الثلاث سنوات والنصف التي مضت من حكمه وجد الشواذ ومهربو المخدرات فرصتهم للعمل دون رقيب، بل وفي بعض أحوال الشواذ وجدوا التشريع الذي يحقق لهم التواجد بشكلٍ رسمي، حتى ظهروا بشكل جعل منهم أصوات مستهدفة، في حملة الديموقراطيين الانتخابية تحديداً!
ويرى المراقبون أن المرشح ترامب وكذلك نائبه السيناتور جي دي فانس حريصان على سلامة الأسرة من آفة المخدرات، وكذلك الشذوذ والتحول الجنسي.
ويبدو أن جي دي فانس يأتي لهذا المنصب محملاً بالكثير من المعاناة التي جعلت منه الرجل الشرس لمحاربة وباء المخدرات، كونه عانى في طفولته من إدمان والدته للمخدرات، مما جعل جدته لأمه تتولى رعايته، ولذا فهو وكما قال في حديث متلفز معه سيولي محاربة تجار ومروجي المخدرات اهتمامه من أجل سلامة المجتمع الأمريكي الذي يعاني شبابه من هؤلاء المفسدين المتاجرين بعقولهم وصحتهم.
إن قوة أي دولة ليس بما تملكه من جنود أو عتاد، وإنما بما تملكه من قوة داخلية متمثلة في شعب متوحد الصفوف مع قيادته، ولذا فنحن في المملكة العربية السعودية نملك قوة ضارية لا يشابهها أي قوة في العالم ألا وهي قوة وحدة الصف واتحاد الكلمة خلف قيادة تعي مسؤولياتها تجاه شعبها أولاً.