عبدالمحسن بن علي المطلق
..كذا نسمع عن بعض ميزات في الأجهزة الذكية (التي بين أيدينا)، بالأخص ما أماط عنها لثاماً من أمعن بها فوعى تلك الميزات، وهو في الغالب آتٍ من خلال التجربة..
و(مدخل) ما سبق ليس هو موضوعي، لكني استلقط منه خيطا مما وجدته موائماً لما أنشد كـ(دراية) بما بها لأستشفّ لها ما بين أسطري التالية..
أهل الاختصاص يبسطون لمنتجات (المتغيّرات) التي يمضي في عتباتها المجتمع، والتي ويا للعجب تمضي قُدماً ولا تُشاهد!
وهو السبب الذي يجعل من نقدها لا يأتي إلا بعد تراكمات (1) لإحداها، أو لحدثٍ ما يستدعي..
وهنا كي لا يكون النقد ثقيلا من خلال توجيه الكلام المُباشر، فيؤدّي إلى أبعد من الحدث ذاته(2)، وقد كانت الوقاية أولى، لما دلّت عليه النصوص، وإن ندّ عنه أحاد تلكم، فلا أقل من بسطها حال تقديمها لتمحيصها من قِبل أهل الرشد كمطلب لازم..
وحين أخصص أهل الرشد..لأننا وجدنا من بعض المتعجّلين لنقد أي مُنتج قد نشر رداؤه على الأمّة.. يأتيه بطريقة تزيد المجتمع منه رهبة، كمن أراد أن يُعرب فأعجم!(3)
نعم لا تُقدّم أو كذا الواجب للمجتمع إلا من بعد المرور على أسنّة أهل الاختصاص، الذين إن وجدوا مريبا بها فهم يحاولون.. وتحديداً (إن خرجت عن طوقهم انتشاراً) أعني مما مضى سبيلها بيننا عجباً، وأمست تحت بند ما تُنعت بـ(عمّت بها البلوى)! لإرجاعها فتنضوي تحت سنّة التدرّج، وهذه الخطوة من الضرورة بمكان.
لأن بعض المنتجات.. هي في الأصل في طور النشأة، وقد لا تبلغ ذاك التهويل الذي تُعرض في قالبه (.. من غير أهل الاختصاص)، كما وأن من المنتجات ما تحتاج لحاضنة.. لكي تؤخذ من الأمة قبل تقبّل لها وعيا بها، فما كل علاج يتقبّله الجسم..
والأطباء - مثلاً- لا يصرفون غالب العلاجات إلا من خلال معطيات، كالكشف التام على الجسم -مدى تقبّله -، وكذا توافقه مع العلاج المصروف مغبّة أن تحلّ مشكلة.. ثم يودي العلاج ذاته إلى مشكلة أخرى، وكم من دواء وإن أعط الكشف على الجسم فوجد الطبيب منه قابلية، إلا أنه وبعد فترة وجيزة ولمعطيات ما..نجد الطبيب أمر بتوقيفه، أو استعوض بعلاج آخر هو أنسب..
المهم..
ما بلغ بعض الطروحات منّا بسبب إما (المشاهير) الذين ليس لهم بعدُ باعا يسمح لتمرير (كل) ما يقع لديهم أو (المتعجّلين..) الذين يفرح أحدهم بأي معلومة لتطير بها ركبان إشباع الذات.. بتبليغها، أن عساه يحوز بها قصب سبق!(4)، واسترسالاً/ أنحن بين نوعيتين؟.. هما كمن يضعان المجتمع»بين المِطْرقة والسَّندانِ»..
أو بين نوعيتين كلاهُما لا يُستساغ!!
فهنا نأخذ بما تمنّاه حافظ ابراهيم -رحمه الله-..
عاصِفٌ يَرتَمي وَبَحرٌ يُغيرُ
أَنا بِاللَهِ مِنهُما (5) مُستَجيرُ
ثم - وهذا العجيب- ما إن يتضح النتاج خلاف ماذكره أحد ذاك الصنفين إلا وتوارى، أو تعذّر (6) بأنه هكذا سمع!
صدق المولى تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} (83) سورة النساء، وسبحانك ربي.. لاحظ صدر ذات الآية {أَذَاعُوا بِهِ?..}!
وحتى أمر كهذا إن بلغ مستوى فهم(7) أولئك (..من تلقاء ذاتهم) إما لآية أو حديث، فسارع بنشر هذا الاستنتاج!
على رسلك، فديننا ركّز على الكيف لا الكم، فعلام لم تستشر -مثلاً-.. قبل النشر؟، وهنا أذكر شاهداً ما تداول بعضهم مسألة الأرقام في القرآن، ثم اكتشف من تدبّر صحتها.. فوجدها غير ذلك، كمن قال إن (الليل ذُكر 24 مرة والنهار كذلك، والعجيب أن اليوم والليلة 24 ساعة، و...)!
ولا ننسى موضوع «الخبز الأبيض».. الذي حتى بعض الأطباء بلع الطُعم فقدّم بهذا السحاء تقريراً حول مضارّه، ليكتشف بعدها الناس ومن ذات الأطباء (أعني المختصين) خطأ كهذا التقرير، وأنا اعتدت لا أتكلّم من فراغ، بل كم من مادة -والحمد لله- كان لها باعث..
فلا أسرح في خيالات، أو...!، وخذ هذه مما ليست ببعيد لما أعني، أو في ماء مقالاتي (مبالغة)، هذا العتب لـ»د. عبدالعزيز المشيقح»، فأكرمه الله.. وبعد أن ذكر عدة سلبيات ما يحدث في زواجاتنا..، وقد طالب:
((من يكونُ شجاعاً، ويرفع عقيرته منادياً وفاعلاً بنقل أعراس القصيميين الرَّتابة والملل إلى ميدان الفرح المباح دون إسراف أوتبذير خاصة أن أهل القصيم عهدناهم أهل مبادرات وتطوير وإبداع..)؟
وبالمناسبة فالدكتور العزيز «أتم» طرح معتبته بما لا يدع المؤدبين لنحله بُلغةً، أي مع أي لوم يلقى.. يقدّمون ما يتيسّر من حلول، فقال: (وهنا أسوقُ بعض الخطوات التي أرجو من الله أنْ تلقى آذاناً صاغية، وقلوباً واعية، ومجتمعاً حازماً جازماً في التغيير والتحويل إلى الأحسن - بإذن الله-..))، ثم قام مشكوراً بسردها..
إشارة:
إذا كلّنا أخذ بالتالي أغلق أولئكم (المتعجّلين)
أفواههم بل وفي الغالب/ حساباتهم..
1 - رد لأحدهم (هل «فلان» علمٌ أو كبير يضرب به المثل؟، أو يحتذى به..بل ما أهميتهُ هو لينقاد لهذا الأمر أو يرفضه)!
2 - وآخر نصح فأوجز» لا تؤجر عقلك لأحد»..
_____
(1) قال بعض الأعراب:
ذكر بديع الزمان الهمذاني.
سترى إذا انكشف الغبار
أفرسٌ تحتك أم حمار
ويقصد أن الذي تحته هو فرس، نعم لكن تصرّفه معك وأنت بمعمعة ما.. ما ينجلي لك عنه أكثر
و قيل لا تمدح أحدا حتى تبتليه - تجرّبه-
(2) لا حاجة لشرح ما نبّه المربون إليه..
في عدم وضع بالسنارة ما هو أغلى من الصيد..، أو (الذخيرة ثمينة والهدف رخيص)
(3) .. يشرحه مثل شعبي (جاي عالجها فأعماها..)
(4) كانُوا ينْصِبُونَ في حَلْبَةِ السِّبَاق قَصَبَةً، فمَنْ سبقَ، اقتَلَعَهَا وأَخَذَها، ليُعْلَمَ أَنَّهُ السّابقُ من غيرَ نِزَاعٍ، ثمّ كَثُر حَتَّى أُطْلِقَ على المُبَرِّزِ الَّذِي يسْبِق الخَيْلَ في الحَلْبَة، والمُشمِّرِ المُسْرِعِ الخفيف.
(5) وَقَعَ بَيْنَ المِطْرَقَةِ والسَّنْدَان: بَيْنَ شَرَّيْنِ أو وقَع بين المسطبة والمطرقة:
أي هو.. في وضع لا يُحسد عليه
(6) للعلم بعض الأعذار لا تُقبل (.. بخاصة إذا وقع الفأس بالرأس)!
(7) يقول أحدهم كنت حين أنظر في آية: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} (213) سورة البقرة يقف فهمي القاصر من إلى أن استرشدت من د. خالد السبيت/حول ({كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} (213) سورة البقرة.. أي على الإيمان والتوحيد والحق؛ وذلك منذ عهد آدم إلى عهد نوح، كما صحَّ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- وذلك عشرة قرون على التوحيد، ثم وقع الشرك بعد ذلك في قوم نوح.. إلخ.
فكان هذا (داع) لبعث النبيين..- والله أعلم..