د. غالب محمد طه
ذات جمعة، بعد صلاة العصر، وأثناء خروجي من المسجد، التقيت بصديقي العزيز في حينا الهادئ. تبادلنا التحيات والأخبار، وبينما نتشارك الأحاديث عن الحياة ومستجدات الأمور، وجدتها فرصة لأتعرف على وقع رؤية 2030 على حياته الشخصية.
أنا: السلام عليكم يا صديقي، كيف حالك؟ تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
الصديق: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته، الله يسمع منك ويجزيك الخير، الحمد لله بخير، وأنت؟
أنا: بخير الحمد لله. لقد كانت خطبة الجمعة اليوم ملهمة، أليس كذلك؟
الصديق: بالفعل، لقد تحدث الإمام عن أهمية التطور والتقدم في حياتنا.
أنا: هذا يذكرني برؤية 2030. كيف ترى تأثيرها على حياتك الشخصية؟
الصديق: أرى تأثيرها في كل مكان. في العمل، هناك تشجيع كبير على الابتكار والتعلم المستمر. وفي الحي، أرى المزيد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والرياضية التي تجمعنا.
أنا: وعلى المستوى الجماعي، كيف تعتقد أن الرؤية تؤثر على المجتمع؟
الصديق: هناك شعور قوي بالتلاحم والمسؤولية. الناس أصبحوا أكثر تعاونًا ويدعمون بعضهم البعض في المشاريع والمبادرات الجديدة.
أنا: وعلى المستوى الوطني؟
الصديق: على المستوى الوطني، الرؤية تعمل على تعزيز مكانة المملكة اقتصاديًا وتقنيًا. نحن نتجه نحو اقتصاد متنوع يقلل من اعتمادنا على النفط.
أنا: هذا مثير للإعجاب. وماذا عن تأثيرها الإقليمي؟
الصديق: إقليميًا، رؤية 2030 تضع المملكة كقائد في المنطقة. نحن نصبح مثالًا للتحديث والتطور، وهذا يعزز علاقاتنا مع الدول الأخرى.
أنا: وهل كل الشعب السعودي يا ترى بنفس فهمك العميق لهذه الرؤية؟
الصديق: الفهم والوعي برؤية 2030 يختلف من شخص لآخر. هناك الكثير من الناس مثلي يدركون أهميتها ويتابعون التطورات عن كثب. ولكن، هناك أيضًا من يحتاج إلى مزيد من المعلومات ليفهموا كيف ستؤثر هذه الرؤية على حياتهم بشكل مباشر.
أنا: إذًا، ما الذي يمكن عمله لزيادة الوعي بهذه الرؤية؟
الصديق: الحكومة تعمل بالفعل على ذلك من خلال البرامج التعليمية والحملات الإعلامية. وأعتقد أن دور المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني مهم أيضًا في نشر الفهم والمعرفة بالرؤية.
أنا: وبالحديث عن التطوير، كيف ترى دور رؤية 2030 في تحسين المشاعر المقدسة وتجربة الحج والعمرة؟
الصديق: هذا جانب مهم جدًا. رؤية 2030 تضع تطوير المشاعر المقدسة في قلب أولوياتها. توسعة الحرمين الشريفين وتطوير البنية التحتية في منى وعرفات ومزدلفة تعكس الجهود الكبيرة لتسهيل أداء المناسك.
أنا: إنها خطوات مباركة. هل تعتقد أن هذا التطوير سيؤثر على العدد الإجمالي للحجاج والمعتمرين؟
الصديق: بالتأكيد، الهدف هو تيسير استضافة عدد أكبر من الحجاج والمعتمرين من جميع أنحاء العالم. التحسينات في النقل والخدمات اللوجستية تجعل الرحلة أكثر راحة وروحانية.
أنا: إنها تغييرات تحمل في طياتها الكثير من الخير للأمة الإسلامية. وكيف تعتقد أن هذه التطوير يؤثر على الجانب الروحي للحج والعمرة؟
الصديق: هذا التطوير يعزز من الجانب الروحي بشكل كبير. يسهل الوصول إلى المشاعر المقدسة ويحسن الخدمات ليتمكن الحجاج من التركيز أكثر على العبادة والتأمل.
أنا: حقاً، رؤية 2030 تمثل نقلة نوعية ليس فقط في البنية التحتية ولكن أيضًا في تعزيز البعد الروحي للحجاج والمعتمرين.
أنا: هل لاحظت أي تغييرات في حياتك الشخصية نتيجة لرؤية 2030؟
الصديق: نعم استفدت من برامج التدريب والتعليم التي تم تقديمها كجزء من رؤية 2030. فقد كنت اعمل في وظيفة بسيطة، تمكنت الآن من الانتقال إلى وظيفة أكثر تقدمًا بفضل التدريب والتعليم الذي حصلت عليه.
أنا: مبارك عليك يا صديقي تستحق دائما الأفضل لأنك مثابر وطموح.
ومع اقتراب ختام حوارنا، لا يسعني إلا أن أتأمل في الروح التي تنبض بها رؤية 2030، روح تتجاوز حدود الأرقام والمشاريع لتلامس جوهر الإنسانية فينا. إنها تعيد تشكيل مفهوم الهوية والانتماء، فكل مواطن يصبح سفيرًا لهذه الرؤية، يحمل في قلبه قصة نجاح يمكن أن تلهم العالم.
الصديق: وأنت تقول ذلك، أشعر بأن رؤية 2030 قد أصبحت جزءًا من وجداننا، ترسم لنا ملامح مستقبل نفخر به، مستقبل يعكس تراثنا العريق ويحتضن طموحاتنا العالية.
أنا: إنها حقًا رؤية تتخطى كونها مجرد خطة تنموية، إنها تحول ثقافي واجتماعي يعيد صياغة مستقبل الأمة بأكملها.
أنا: أعرف مدى تعلقك بالرياضة وكيف أنها تمثل جزءًا لا يتجزأ من حياتك. كيف ترى تأثير رؤية 2030 على الرياضة في المملكة؟
الصديق: أه، رؤية 2030 أحدثت ثورة حقيقية في الرياضة السعودية. لقد أصبحت الرياضة جزءًا مهمًا من إستراتيجية الدولة للتطوير والتحديث.
أنا: وماذا عن استضافة الفعاليات الرياضية العالمية؟
الصديق هل تصدق أن الأمر صار مثيراً للإعجاب في كل مكان فمثلاً استضافة السعودية لإحداث كبري كرالي داكار أو سباقات الفورمولا 1 وغيرها عزز من مكانتها علي الخارطة العالمية، ولا تنسي أن السعودية فازت بتنظيم نهايات كأس العالم 2034، بالإضافة لاستضافتها لإكسبو الرياض 2030 .
أنا: إنها خطوات مهمة نحو تحقيق الرؤية. وكيف ترى تأثير هذه الفعاليات على الشباب السعودي؟
الصديق: لا شك أن التأثير كبير وعميق علي فئات المجتمع السعودي لا سيما الشباب فهم يتحمسون للرياضة بصورة منقطعة النظير، فالتشجيع علي المشاركة والتميز الرياضي أصبح قيمة مضافة بالنسبة لهم وحافزاً إضافياً، وهذا يسهم في بناء أجيال من الأبطال الرياضيين.
أنا: لا شك أن هذا يسهم في تحقيق أهداف الرؤية بتعزيز جودة الحياة وبناء مجتمع حيوي.
الصديق: بالطبع تعتبر الرياضة من الأعمدة الرئيسية لتحقيق هذا الهدف، فبالإضافة لإشباع هواياتهم وشغفهم في رؤية أبطالهم الرياضيين، فهي تعزز من الصحة واللياقة وتسهم في تنمية الاقتصاد أيضاً.
أنا: هذا مذهل حقًا. وماذا عن تأثير هذه الفعاليات على صورة المملكة عالميًا؟
الصديق: تلعب الفعاليات دوراً بارزاً في تسليط الضوء علي المملكة كوجهة مثالية في كل شيء، وتستطيع السعودية كوجهة للأحداث الرياضية الكبرى أن تعزز من صورتنا العالمية ونتيجة لكل هذا الحراك نرى الآن المزيد من الاستثمارات تضخ في شرايين الاقتصاد الوطني.
أنا: أتفق معك، لا يقتصر الأمر على مجرد رياضة، بل هو احتفال بالتراث والتقدم. مع كل هدف يُسجل وكل مباراة، تتعالى أصوات المشجعين معلنةً عن عصر جديد من الإنجازات الرياضية. فلاعبون عالميون مثل كريستيانو رونالدو وساديو ماني وكريم بنزيمة وغيرهم من نجوم الكرة العالمية، بمهاراتهم الفذة وروحهم القتالية، يُلهمون الشباب السعودي ويُعلمونهم أن الأحلام لا تعرف حدودًا. إنهم يُعطون الأمل في أن كل شيء ممكن، وأن المستقبل يمكن أن يكون مشرقًا كأضواء الملاعب التي تُضيء سماء الليل السعودي.
أنا: حقا ما قلت، إنها خطوات عملاقة فعلاً نحو تحقيق رؤية المملكة لمجتمع حيوي ومزدهر، شكراً علي هذا الحوار الماتع والمعلومات القيمة.
الصديق: علي الرحب والسعة، أنا السعيد لاهتمامك بأمر رؤية السعودية.
أنا: العفو يا صديقي، رؤية السعودية صارت مثالاً يحتذي به في أوطاننا العربية والإسلامية لأنها تقدم لنا النموذج الحقيقي في الإبداع والإصرار علي التغيير.
وبهذا ختمت حواري مع صديقي السعودي، الذي ألقى الضوء على جوانب متعددة من رؤية 2030، مؤكداً على أنها ليست مجرد خطة تنموية، بل هي رحلة شعب بأكمله نحو مستقبل مشرق يعانق السماء بطموحاته وآماله. إنها دعوة لكل فرد ليكون جزءًا من هذا التحول العظيم، وليساهم في رسم ملامح غدٍ تفخر به الأجيال القادمة. رؤية 2030 هي قصة نجاح نسجت خيوطها الأيدي السعودية، وستظل شاهدة على عزم وإرادة شعب يسير بخطى واثقة نحو آفاق جديدة من التقدم والازدهار.