إعداد - عبدالله عبدالرحمن الخفاجي:
افتتح معهد مسك للفنون -التابع لمؤسسة محمد بن سلمان غير الربحية (مسك)- يوم الأحد الماضي معرض صالة الأمير فيصل بن فهد صيف 2024 بنسخته الثانية في المسرح المجاور لصالة الأمير فيصل بن فهد بمدينة الرياض.
وتضمن المعرض مشاركة (28) فناناً سعودياً ومقيماً في المملكة العربية السعودية من خلال (35) عملاً فنياً زينت هذا المسرح الذي افتتح عام 1981م برعاية من الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله حين كان ولياً للعهد آنذاك كجزء من معهد العاصمة النموذجي.
وذكرت كبيرة القيميين الفنيين في معهد مسك للفنون الأستاذة بسمة الشثري أن فكرة المعرض في هذه النسخة مختلفة، حيث اعتدنا في النسخة السابقة عن اختيار الفنانين والأعمال المشاركة، أما في هذه النسخة أطلقنا دعوة مفتوحة لجميع الفنانين السعوديين والمقيمين في المملكة العربية السعودية وفق مفهوم محدد (كان في هذا العام عن الإعلام والتكنولوجيا وعلاقة الإنسان بالمكان) حيث أبدع الفنانون المشاركون من خلال تسليط الضوء على أماكن متنوعة من المملكة العربية السعودية حيث نجد فنانين اختاروا بعض الأماكن غير المدن الرئيسة مثل لينا وثادق وغيرهما والبعض ركز في عمله على تفاصيل دقيقة أخرى حيث تطلق للفنان العنان على الإبداع بشكل أكبر.
هذا المعرض معرض سنوي يطلقه معهد مسك للفنون في صيف كل عام بمفهوم جديد ومختلف.
وعن مشاركته قال الفنان أسامة جبرتي: أنا مفتون بجمال جزيرة فرسان وبحرها، ومما دعاني لزيارتها هو طبيعتها الساحرة من حيث لون مياه البحر فيها لون وطبيعة الجبال المميزة وكانت زيارتي لجزيرة فرسان لأخذ صور للطبيعة لكن صادفت صيادا اسمه عبده فأثار اهتمامي حيث إن ملامحه تشابه هذه الجزيرة بشكل كبير وعند حديثي معه كان جل حديثه عن الجزيرة حيث شغفني ارتباطه بهذه الأرض وانتماؤه لها، أنا سعيد جداً لإتاحة الفرصة لي للمشاركة بهذا المعرض حيث تعد هذه أول مشاركة لي ومثل هذا المعرض يفتح الأفق للفنان للتعرف على الفنانين الآخرين وتبادل الخبرات معهم.
أما الفنانة هيفاء القويز فقالت: أنا مهندسة معمارية من الرياض شاركت سابقاً في منحة مسك حيث قدمت أعمالا فنية عن موضوع التقاليد، أما مشاركتي اليوم في بعنوان أسطح منسية، العمل يتحدث عن الصخور الموجودة داخل مدينة الرياض حيث تبدو مرتفعة ثم تتضاءل يوماً بعد يوم لتختفي ونرى مكانها فندقا أو طريقا سريعا أو غيرها من البنيان، حيث إن فكرتي من هذا المشروع توثيق هذه الصخور قبل اختفائها، كان الإلهام لهذا العمل من شيء من التاريخ اسمه (البالنسس) حيث كانوا يكتبون الكتابات على ورق فالم المصنوع من جلد الحيوانات ومع مرور الوقت كانوا يضطرون لمسح الكتابات ليكتبوها مرة أخرى، حيث تم تجميع هذه الأوراق عبر التاريخ وتسليط الضوء عليها لنرى من خلالها الطبقات التي وثقت هذا التاريخ، وهذا ما دفعني لصناعة الورق بشكل يدوي وتوثيق الصخور من خلال زيارتي لها ومسح الملامس الموجودة عليها لأخذ هذه الملامس قبل اختفائها وقدمت علمي من خلال وضع هذا الورق وخلفه ضوء ليرينا أن هذه الصخور رغم صلابتها هي هشة ولها نبضها وحياتها.
أشكر معهد مسك على إتاحة هذه الفرصة لنا كفنانين في بداياتنا لنروي قصصنا الفنية من خلال هذه المعارض.
وقالت الفنانة ندى بركة عن مشاركتها: عملي المعروض هو جزء من مجموعة تصويرية عبارة عن (24) عملا تصويريا تحمل نفس مفهوم المعرض، حيث إن كل عمل هو عبارة عن صورتين التقطتهما أثناء ذهابي وعودتي من العمل إحدى الصور في النهار والثانية في الليل حيث إن العنصر الرئيس ملتقط نهاراً بالأبيض والأسود والصورة الثانية ملتقطة ليلاً لنفس المكان لتكون خلفية العمل بتقنية اكسبوجر لتأخر الحركة، وأضفت بعدا آخر للوحة من خلال اضافة تقنية الفيديو من خلال البروجكتر.
أسماء الفنانين المشاركين في المعرض حسب الترتيب الأبجدي:
إبراهيم العقيل - أسامة جبرتي - إيناس ج. بيدراس - جنى ملائكة - د. جويرية أمين - حسن آل شطي - ديانا عرابي - رؤى مفرح - زينة عامر - سارة الأنصاري - عصام كابلي - علي الموسى - عمر الدايل - فاطمة العطاس - فيدريكو أتشاردي - لطيفة البخاري - لطيفة الماضي - محمد الصنيع - محمد عثمان - محمد هزازي - ميساء شلدان - ندى بركة - نها آل غالب - نواف العمري - نوف الشريف - هند الدويش - هيفاء القويز - وسام باهميم.
جمعت الأعمال المشاركة في هذا المعرض بين التنوع البيئي والثقافي بالمملكة والعلاقة الحيوية عبر التاريخ بين الإنسان والمكان حيث سلط الضوء على شتى نقاط الحياة اليومية وتجارب الإنسان فيها والعمق الاجتماعي والترابط بين الإنسان والبيئة المحيطة به لتكون أعمالاً فنية إبداعية، حيث يرى المتلقي كيفية التمازج بين الأماكن والمدن وعمق أثرها على الإنسان من خلال شخصيته ومشاعره وطبيعته التي اكتسبها من خلال الطبيعة المحيطة، ونرى التطور العمراني والمدني عبر الزمن، حيث اختار معهد مسك توظيف التكنولوجيا في إخراج هذه الأعمال لتعطي للمتلقي أن يلامس هذه المشاعر بشكل أكبر.
يأتي هذا المعرض بنسخته الثانية وليكون سلسلة سنوية يقيمها معهد مسك للفنون في صيف كل عام.
ويقدم معهد مسك للفنون اهتماماً كبيرا في الفنون في المملكة وتقديم الدعم للمواهب الواعدة والفنانين الصاعدين في المملكة وإتاحة الفرص لهم من حيث خلق بيئة مناسبة لعرض أعمالهم أو تدريبهم أو تثقيفهم وغيرها من آليات الدعم المقدمة من مسك ومن خلال العديد من المعارض والبرامج والمنح والإقامات والدورات من خلال كوادر ذات كفاءة.
** **
إكس: AL_KHAFAJII