عبدالعزيز بن سعود المتعب
يطيب للبعض التنظير والتصنيف دون التثبّت أو التخصص على الأقل (من منظور نقدي) لذا فإن القسوة غير المبررة وتحديداً في بعض وسائل التواصل الاجتماعي على مسابقات الشعر هي غالباً في غير محلّها وغير مبرّرة فهذه المسابقات قدّمت كثيراً من الأسماء ودعمتها معنوياً ومادياً واختصرت عليها مشوار الشهرة الطويل عبر برامج منقولة على الهواء ومشاهدة بنسبة عالية، وكل هذا مُنجز يجب ألا يُبخس من قبل كل مُنصِف، أما الخطوة الثانية فهي على الشاعر الذي يجب أن يُبقي على نجوميته في خط متوازٍ مع جودة شعره من خلال تكوين مخزون لغوي في الاطلاع المتنوّع والثقافة العالية ليسبر غور جمال الشعر كما ينبغي ليس بالوزن والقافية والمعنى والمفردة والقصيدة النمطية المتشابهة في تدني الابتكار والإبداع فحسب بل بالتداعيات والأخيلة والرموز والصور والتجلي المبهر الذي يجعل اسمه في مصاف من تجاوزوا التميّز إلى التفرّد من الشعراء وهذه (مسؤولية الشاعر تجاه نفسه) ولست هنا صوت دفاع عن برامج مسابقات الشعر ولكن ليس من المنطق أن يتطلّب البعض ويتشرّط ما يجعله يتعامى عن مقولة - هناك فرق بين ما هو كائن وما يجب أن يكون - فبرامج الشعر ليس لديها مارد سحري يوجد بين عشية وضحاها شاعر كبير بمستوى الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن -رحمه الله- أو الشاعر الكبير خلف بن هذال، فهذه مواهب شعر ودرجة تمكّن الشاعر من موهبته تختلف من شاعر لآخر منذ الأزل ويجب أن نشجع الشعراء الشباب بحياد موضوعي ومحبة وتقدير ليتجاوزوا في مواهبهم طور التكوين والتّمرحل ولكي يكونوا فيما بعد تمرسهم في الشعر أصحاب تجربة متبلورة تماماً.
- وقفة: من قصائدي القديمة:
البعد بعد القلب ما هوب الأجسام
يومك تبينا من بعيدٍ تجينا
ماردّتك أقسى ظروفك والأيام
من البدايه لين حنّا انتهينا
لا تحرج اللّي شاف ما عاف لو شام
ماكنّك اللّي وسط قلبه سنينا
شفتك حقيقه ماثله بعد الأوهام
والشمس بعد الليل نوره يبينا