علي حسن حسون
جرت العادة لأي افتتاح للألعاب الأولمبية بأن يتم فيه إبراز الثقافة والتراث الخاص بالبلد المستضيف نشراً لتلك الحضارة العريقة التي تعتز وتمتاز بها الدول عن غيرها بالإضافة إلى الاستعراض الثقافي والفني واللذين تندرج في طياتهما الكثير من العروض الفنية الفلوكلورية بتلك الرقصات التقليدية المصاحبة للعزف الموسيقي التاريخي كما يشمل الحفل فقرة للأداء المسرحي واستعراض الوفود والخطابات الرسمية وأخيراً يأتي دور إضاءة الشعلة الأولمبية.
أما افتتاح باريس 2024 جاء على هذا المنوال ولكن صاحبته ضجة عالمية غاضبة جداً ولا زالت تداعياتها جارية حتى الآن جراء العرض المسرحي الذي قُدّم بشكل منافٍ للفطرة الإنسانية والطبيعة البشرية التي اعتبرها المسيحيون إهانة للسيد المسيح (عليه السلام) وذلك من خلال تجسيدهم لوحة «العشاء الأخير» التي تعتبر إحدى روائع الرسام الإيطالي (ليوناردو دافنشي) فكانت اللوحة تمثل مشهد المسيح مع تلاميذه الاثني عشر قبل صلبه -وفقاً لرواية العهد الجديد في الكتاب المقدس لدى المسيحيين- وليس هذا فحسب بل طالت الإساءة حتى تم تجسيد إله اليونانيين «ديونيسوس» بمظهر مقزز جداً.
إن مثل هذه العبثية التي ظهرت في الأولمبياد في الحقيقية لم تغضب المسيحيين واليونانيين فحسب بل أغضبت العالم أجمع بلا استثناء لأن العبث طال المقدسات واستطال في إهانتها بكل رُعنٍ واستخفاف وهذا ما لا يقبله العقل ولا المنطق.
وحينما نعود إلى ما قبل الحفل بأيام قليلة نجد بأن المنظمين له قد تحدثوا للإعلام وقالوا عنه: «سيكون عرض الافتتاح ساراً وجريئاً وغير تقليدي».
أقول لهم : لقد صدقتم فما حدث كان ساراً لجهة معينة ومحزناً لأخرى وجريئاً بالنسبة للمؤيدين المصفقين في الخفاء وغير تقليدي -بالطبع- لأنه بلا شرع سماوي ولا مذهب إنساني فأي عقل تملكون؟!