ناهد الأغا
الضو شبت ما أشعلوها بليفه
والا هشيم من شجر شعبة طاح
ثم قربوا بيض الدلال الزريفه
نقالهن ما هوب عنهن بشحاح
إلى عباهن بالسنين الكليفه
يجعل بهن هيل مع البن فواح
لا فاح ريحه ما عرفنا وصيفه
المسك يقرب له بعجات الارياح..
هذا الفيض من النظم الرهيف قاله الشاعر الأمير أحمد بن عبد الله السديري رحمه الله وهو يتغنى بالقهوة السعودية ومذاقها ونكهتها؛ فالقهوة السعودية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالإرث الثقافي للمملكة العربية السعودية... فهي أثبتت وخلال تاريخ حافل بقيم الضيافة والكرم والعادات والتقاليد التي يتجلى بين ثناياها الحضور الإنساني والفني والجمالي في القصائد والأغاني التي تجسدت ضمن لوحات تفيض دهشة إلى أن باتت عنصراً أساساً في الموروث الشعبي والإرث الثقافي للمملكة العربية السعودية وعلامة فارقة في السجل الثقافي والفني الذي يميز المملكة سواء كان ذلك من خلال زراعتها أو طرق إعدادها وتحضيرها... ومن ثم تقديمها بكل حب للضيوف والزوار... واحتفاءً بالقيمة العالية والموروث الثقافي للقهوة السعودية؛ وانطلاقاً من المكانة السامية لما تستحقه القهوة السعودية كرمز وطني وثقافي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتقاليد الاجتماعية والعادات الأصيلة فقد سُمّي عام 2022 بعام «القهوة السعودية» حيث تم تسليط الضوء عليها وعلى قيمتها التي تشع ألقاً؛ وكان ذلك الاحتفاء قد تزامن ويوم التأسيس السعودي الجليل...
حيث أعلنت في وقتها وزارة التجارة السعودية أنه يجب استخدام التسمية «القهوة السعودية» بدلاً من القهوة العربية...
وجاء ذلك في بيان لوزارة التجارة السعودية على الشكل التالي «اعتزازاً بموروثنا وقيمنا الأصيلة.. وزارة التجارة توجه المنشآت التجارية باعتماد اسم القهوة السعودية بدلاً من القهوة العربية في المطاعم؛ المقاهي والمحامص» وعلى إثر ذلك جاء قرار وزارة الثقافة متماهياً مع ما أعلنته وزارة التجارة وأطلقت وقتذاك على تلك السنة 2022 عام «القهوة السعودية»...
وكانت الغاية من تلك الخطوة الميمونة الاحتفال بالقهوة السعودية وجعل ذاك اليوم عيداً تستحقه القهوة السعودية لما تمتلكه من موروث ثقافي يعبر بعمق عن أصالة الهوية السعودية...
وللقهوة السعودية نكهتها الخاصة والمميزة التي يفضلها الكثيرون على العديد من أنواع القهوة وقد نالت تلك الشعبية في البلاد العربية والشرق الأوسط على العموم... فعشاقها يجدون في مذاقها النكهة التي يفضلونها عن غيرها...
وتاريخ القهوة السعودية موغل بالقدم إذ يعود اكتشافها لأكثر من 1000 عام... وتتحدث الاساطير بأن حبة البن إنما هي في الواقع عبارة عن بذرة فاكهة كرزية حيث قاموا باستخراجها وطحنها وإذابتها في الماء الساخن لتفوح منها رائحتها الزكية ويستمتع عشاقها بمذاقها المتفرد واللذيذ...
ولو محصنا بطريقة إعداد القهوة السعودية وتحضيرها فنجد المتعة الممزوجة بالسعادة في ذلك... حيث تحمص حبوب البن بدرجة حرارة متوسطة ودون العالية... وتكون بين السمراء والخفيفة الذهبية بعدها يتم غليها بالماء بالدرجة المطلوبة... لايضاف في إعدادها السكر وإنما تضاف إليها المنكهات الزكية كالقرنفل والهيل والزعفران... ثم يأتي دور التقديم حيث تسكب في فنجان خاص بها للاستمتاع بشربها وتناولها... حيث يملأ الجزء السفلي بالقليل منها عادة إلا إذا كان الضيف يرغب بالمزيد فيكون ذلك حسب المزاج... ويقدم إلى جانبها الطبق الرئيس وهو التمر إضافة إلى وصفات الحلويات الشهية واللذيذة...
وتبقى القهوة السعودية منذ القدم عنواناً للكرم ورمزاً وطنياً وثقافياً للضيافة...
وتقدم بالمقام الأول لكل الضيوف والزوار في المنازل وأماكن العمل سواء في الظروف الاعتيادية أو المناسبات... وتمتلك المذاق الذي يتفرد بنكهته المميزة والخاصة ويتفوق عن بقية نكهات القهوة المتواجدة في جميع أنحاء العالم.