محمد بن علي الشهري
درجت الأعراف المتعاقبة على أن لكل من (الفاشل، والخايب، والخامل، والاتكالي، والذي تعود أن يأخذ ولا يعطي، والعبيط، والمتعابط، والمتخاذل) أساليبه وأدواته الخاصة في اختراع واصطناع الأعذار والمبررات التي يعتقد أن تواريه وتمترسه خلفها كافٍ للتهرّب من واقعه.
ذلك أنه عندما أضحى (الهلال) يهيمن على المشهد.. ويحقق الألقاب والبطولات والنجاحات على كل الأصعدة والمستويات والمسميات.. وثبوت عجز أقرانه عن مجاراته على أرض الميدان.. تفتقت أذهان أنصار بعضها وإعلامها ومسيريها عن اختراع واصطناع العديد من مبررات عجزهم عن مجاراته، من جهة.. ومحاولة التقليل من نجاحاته وتشويهها من جهة أخرى.. ومع تنامي وتعاظم الهيمنة الزرقاء.. تنامت وتوسعت مداركهم في اختراع المزيد من (خرافاتهم).
قائمة طويلة من المخترعات الخرافيّة (الكيديّة) والوهميّة التي ظلوا يعكفون على تأليفها وتصديرها ونشرها على مدى عقود حتى رسخت في أذهان البسطاء والسذج من مرتادي المدرجات وبالتالي ترديدها كلما دعت الحاجة بتوجيهات من أرباب القروبات!
لعل أشهر تلك المخترعات وأكثرها تداولاً في أوساطهم.. بل أكثرها إثارة للسخرية هي خرافة (اللوبي الأزرق) متعدد الأغراض.. هذا المُختَرَع الذي يستخدمونه شماعة يعلقون عليها خيباتهم.. ويرددونه في محاولاتهم لتشويه نجاحات (زعيمهم).. ويستخدمونه كذريعة لممارسة الالتفافات على الأنظمة والحصول على ما ليس لهم فيه حق من باب -وش معنى الهلال- ولتمكين اللوبيات الحقيقية من أداء مهماتها المشهود لها بالنجاح الباهر!
الشاهد: (اللوبي الأزرق) المزعوم موجود فعلاً ولكن في (ذِمّة) من اخترع هذا الوهم.. وفي أذهان المضحوك عليهم من البسطاء.. أما على أرض الواقع فلا وجود له، والدليل قرار ليلة العيد، وما سبقه.. وما تلاه في غرفة (فض المنازعات).