علي حسن حسون
تختصر عبارة «انتصار الدم على السيف» الكثير من التعابير الخاصة بالقضايا الجوهرية التي تعبر عن صراع الحق والقوة وتمثل الصراع القائم بين العدل والقهر والذي يكون الخاسر فيه هو ذو القوة والعتاد وفي هذا المقال سأتناول بعض الوقائع الحقيقة التي فيها انتصر الحق على القوة الغاشمة.
فالوقائع التاريخية تتولى عبر الأزمنة ومن أهمها نضال غاندي ضد الاستعمار البريطاني الذي فيه تم استخدام فلسفة اللا عنف والمقاومة السلمية، وكانت الحملة الأولى التي قادها غاندي ما يسمى بحملة (الملح عام 1930) والتي كانت احتجاجاً ضد ضريبة الملح التي فرضت آنذلك من قبل الاستعمار فقام غاندي وعدد من أعوانه بجمع الملح بطريقة غير قانونية عبر مسيرة امتدت طول ساحل المحية إلى مدينة دانداي وهذه الحملة اكسبت غاندي اهتماماً دولياً ودعمت حركة الاستقلال ومن ثم بدأت الحملات اللا عنفية لمدة 17 سنة تقريباً ومن خلالها تم تعزيز وحدة الشعب الهندي ضد الاستعمار وزيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية والسياسية، ما لم يكن غاندي لينجح إلا من خلال إيمانه باللا عنف كمبدأ أساسي في تحقيق التغيير،
هناك الكثير من الحركات السليمة التي نهجت ذات النهج المتبع في نضال غاندي كحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة بقيادة مارتن لوثر التي هدفت إلى تحقيق المساواة وإنهاء التمييز العنصري للأمريكان ذوي الأصول الإفريقية والذي نتج منها قانون الحقوق المدنية في عام 1964م الذي ينص على حظر التمييز في أروقة العمل والمدارس والمرافق العامة وكان تأثيره واضحا على الأجيال التي تلت تلك الحركة مما كفل حق المساواة والعدالة الاجتماعية.
فخلاصة الحديث حول «انتصار الدم على السيف» هي أن استخدام القوة والظلم في محاولة تغير المجتمعات ما هي إلا دمار شامل في حق البشرية فمخلفات الحروب ما زالت حتى يومنا هذا تضفي بظلالها على المجتمعات ومن أهم تلك المخلفات هي الجهل والفقر المدمران لأي مجتمع كان والشواهد كثيرة فقط عليك النظر إلى المجتمعات التي تعاني اليوم.
أخيراً أقول: العنف والدمار لا يحققان الأهداف المرجوة، بل يزيدان من حجم المشكلة المراد حلها والسلم هو الطريق الأسلم والأصلح للتغيير أيا كان حتى على الصعيد الشخصي إن أردت ذلك.