عبده الأسمري
ما بين «علو» الهمة و«رقي» المهمة صعد «سلم» النجاح بقوة «العصامية» ممتطياً «صهوة» اليقين بأنفاس المصابرة وحاصداً «حظوة» التمكين بنفائس المثابرة.
صال وجال كفارس «مكين» بين دروب التجارة ومحطات الجدارة معتمداً على أبعاد «الأمنيات» ومستنداً على «أركان» الإثبات في مسيرة صناعية فاخرة بالأثير وسيرة تجارية زاخرة بالتأثير..
حمل في قلبه «ذكريات» مذهلة تأصلت في «شرايين» الغربة وحفظ في عقلة «مذكرات» مؤصلة استقرت في «مضامين» الذاكرة.
إنه رجل الأعمال علي بن سليمان الشهري أحد أبرز المستثمرين في السعودية والخليج.
بوجه «جنوبي» الملامح تتجلى وسطه سمات «الرفق» وصفات «اللين» وسحنة تشبه والده وتتشابه مع أخواله وعينان واسعتان تسطعان بلمحات «الإنصات» ونظرات «الثبات» وشخصية أصيلة الطبع نبيلة الطباع باهية الحضور زاهية التواجد لطيفة الوصال كريمة اليد نقية الجانب وأناقة تعتمر الأزياء الوطنية ومحيا عامر بالمكارم وغامر بالفضائل وصوت مزيج ما بين لكنة «قروية» في مجالس الأسرة ومواقع القبيلة و«لغة» فصحية قوامها «الاقتصاد» ومقامها «السداد» على طاولات القرار وكاريزما ترفل بالتواضع والسمت وحسن الخلق قضى الشهري من عمره عقودا وهو يؤسس اسمه «التجاري» ويؤصل مكانته الاستثمارية بواقع «الأرقام» ووقع «الأهداف» وحصيلة «النتائج» كرجل أعمال وعقل استثمار ووجه خير وواجهة عطاء وأنموذج كفاح نجح باقتدار في مجال الصناعة والتجارة والعقار وأسس لنفسه «منظومة» من الأعمال التجارية الواسعة والمتميزة.
في مدينة «تنومة» الدرة الساطعة على جبال السروات كانت نشأته الأولى طفلاً حالماً تفتحت عيناه على «أب كريم» عطر قلبه بموجبات التوجيه وعزائم النصح وأم تقية ملأت فؤاده بدعوات «التوفيق» وابتهالات «الاستيداع».
تعتقت نفسه صغيراً بشذى «الريحان» و«البرك» و«الكادي» وتشربت روحه أثير «المطر» و»السحاب» و«الضباب» وتعطرت أنفاسه بنسائم «الليالي» الممطرة ونفائس «الحقول» المزهرة «فتوشمت ذاكرته» الغضة «بلذة» الطفولة «الأولى» في أحضان «الطبيعة» وعلى ثرى «القرى» المجللة بأفياء «العفوية» والمكللة بضياء «الجيرة».
عاش طفولته في ثنايا «طبيعة» خضراء رسمت في وجدانه «خرائط» الشهامة الأولى والمروءة المثلى التي تحولت إلى «تفاصيل» لصناعة القيم التي استعمرت وجدانه فانجذب إلى البر العميق بوالديه والوصل المستديم لأقاربه والتراحم مع مجتمعه والود مع عشيرته.
ركض الشهري مع أقرانه صغيراً بين قرى تنومه المطلة على سهول تهامة السحيقة وساعد أسرته باكراً من خلال البيع أمام منزلهم قبالة سوق سبت تنومة التاريخي وظل ينصت إلى تلك القصص المحفوظة في صدور الرجال عن وقع التاريخ وواقع الجغرافيا عن سلالة الأبطال من رجال الحجر الذي ينتمي إليهم قومه وظل يحفظ في عقله مرويات العون في مواقف «الأولين» ووقفات «الطيبين» من قبيلته العريقة «بني شهر» فتشكلت في ذهنه «سمات» القروي المضياف الشهم الكريم الجواد والتي انطلق منها ليكتب ملامح مستقبلية من القيمة والمقام.
بعد أن أتم سنوات من تعليمه انتقل إلى الطائف عروس المصائف التي ارتبط فيها بالواقع العسكري وتجاذبت نفسه مع مناظر الطائرات الحربية والآليات العسكرية وهي تشكل «عنوان» المدينة فقادته الأمنية الأولى للعمل في الجيش ولكنه لم يستمر.. بعد أن ظل يسابق بعد نظره في أمنيات واعدة بتحقيق أحلام تتجاوز مساحة «التوقع».
توجه في إحدى محطات حياته الانتقالية إلى الرياض وسط «اغتراب باكر» وقرر «الكدح» في ميدان العمل حيث ذهب إلى شارع الريل بالعاصمة والذي يعد «مركز الأعمال الصناعية» حينها ومارس أولى نشاطاته «عاملاً» في مطبعة المسند وامتهن تجليد الكتب براتب 20 ريالا في الشهر ولأنه مسكون بالصبر فقد سكن مع أبناء قريته المغتربين آنذاك في «صندقة» بدائية واشترك مع زملائه في دفع الايجار ومصاريف الأكل والشرب مواصلاً صبره لاجتياز «عتبات» الطموح.
تسربت إلى «قلب» الشاب القروي القادم من الجبال الجنوبية «أحلام» مشروعة وظل يرضي غروره الداخلي بأن الغد يحمل «الشروق» المبهج فاجتهد في عمله وبعد علمه بانتقال الحكومة من مكة إلى الرياض عرض على الوزارات خدماته وعمل في تجليد المستندات الحكومية بأجر أعلى من وظيفته السابقة.. وظل يجتهد وابتعث على وظيفة «نائب» في الأمن العام وقضى فترة في لبنان وهناك زار المطابع وتفتحت ذهنيته على أبواب مشرعه من الرزق دخلها بمفاتيح «التوكل» و»المغامرة» وعند عودته استقال وقرر أن يبيع منزله الصغير بمبلغ 28 ألف ريال وذلك لاستئجار محل صغير وتجهيزه بماكينة طباعة مستعملة، وقام بشراء سيارة بالتقسيط وإعادة بيعها ليشتري مطبعة جديدة وتطورت أعماله وبعد سنوات قرر بيع مطابعه بـ250 ألف ريال، وقرر إقامة أول «مصنع للبلاستيك» في المنطقة الصناعية الأولى بالرياض، لينتج بعد ذلك 1200 صنف من البلاستيك ثم توسعت تجارته حتى بات يمتلك حوالي 7 مصانع كبرى واتجه لفتح مشاريع إضافية.
توجه إلى دولة الإمارات وعمل بداية في توزيع المنتجات السعودية ثم اتجه إلى «نشاط تجاري جديد» من خلال تجارة الأراضي وبيعها وحقق دخلاً متميزاً وظل يلاحق «مدى» أحلامه و «صدى» أمنياته فقام بفتح أول شركة عقارية وأنشأ اول برج في دبي وأطلق عليه اسم «اليمامة».. ثم واصل بناء الأبراج والمشاريع التي كانت ولا تزال «نماذج» تعكس معنى التميز والانفراد.
توسعت تجارته بشكل مميز من خلال اهتمامه وحرصه وتميزه في اتجاهات التخطيط والتنفيذ.
تمتلئ صفحات سيرة الشهري بالعديد من المناصب ومنها مؤسس ورئيس مجموعة الشرق للاستثمار في السعوديّة ورئيس مجموعة الشرق للتطوير فـي الإمارات العربيّة المتّحدة، ورئيس لجنــة الصناعات البتروكيماويّة والبلاســتيكيّة في الغرفة التجاريّة الصناعيّة في الرياض، ونائب رئيس اللجنة الوطنيّة للبلاستيك والمواد الكيماويّة في مجلس الغرف التجاريّة.
وله عضويات متعددة في العديد من المجالس والإدارات ومنها مجلس إدارة شركة سياحة في الشمال وشركة السياحة والترفيه، وشركة الاستثمار السياحي والشركة العقاريّة في تونس، ومجلس إدارة مركز تنمية الصادرات الصناعية في السعوديّة. هو أيضاً مؤسّس ومالك مجموعة من المشاريع الاستثماريّة والسياحيّة أبرزها: شركة الشرق للصناعات البلاستيكيّة، ومصانع الشرق للتغليف، وشركة دوبلاس الشرق في دبي، وشركة الشرق بلاس في أبوظبي ومنتجع «أكوا دنيا دبي لاند» وفندق «دبليو» دبي و«ريزيدنس» النخلة وبرج الشرق في دبي وغيرها من المشروعات التجارية المميزة.
شارك الشهري في دورات مختصّة بإدارة الأعمال من جامعة الملك سعود، وله مشاركات فعّالة في عدد من المؤتمرات المحلّية والدوليّة.
قدم الشهري عطاءات مميزة لمحافظة تنومة في كل الجوانب العلمية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ولقبوه بابنها البار وقد اطلق مؤخراً اسمه على أحد شوارعها بتوجيه من أمير عسير نظير ما قدمه وقد تم تكريمه في أكثر من محفل وطني.
للشهري أعمال متعددة ومتجددة في مجال العمل الخيري وفي أعمال الخير والإحسان والعلوم والمعرفة وله حضور اجتماعي مميز على خارطة الوطن وفي مناسبات منطقته «عسير» ومحافظته «تنومه».
علي بن سليمان الشهري.. رجل الصناعة وعقل العقار الذي تبارى مع «الزمن» فنازل «التحدي» ممهوراً بوطنية صادقة وشخصية صدوقة نالت «القبول» وانتزعت «الصدارة» من ميدان «التنافس» في محطات «مشهودة» كانت مزيجاً من «استثمار» الفكر واعتبار التفوق.