خالد بن حمد المالك
مع كل عدوان إسرائيلي يبدأ الحديث عن التهدئة حتى لا يتسع نطاق الحرب، وهو تهديد مبطن وخطير، ويحمل نوايا ذات صبغة لتأجيج الصراع على نطاق واسع في المنطقة.
* *
حسناً، إذا كان هذا التخويف من اتساع نطاق الحرب يكون ضمن إفرازات اعتداءات إسرائيل المتكررة فلمَ لا يتم التصدي لسياسات إسرائيل، ويوقف عنها الدعم والتغطية على جرائمها، وإلزامها بقرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قيام الدولة الفلسطينية.
* *
تكرار التهديد بأن أي مواجهة مع إسرائيل، يعني امتداد الحرب إلى مناطق ودول، ليست منخرطة بهذه الحروب، بحكم أن سياساتها مع الحوار والتفاهم، ومعالجة أسباب الصراع والحروب بالطرق التي تقضي على هذه الأزمات، ولا يعود هناك حاجة للتلويح بتوسيع نطاق الحروب الإسرائيلية.
* *
هناك -على ما يبدو- هدف لوضع المنطقة في فوهة بركان من النيران التي لا تخمد، وجعلها في حالة غليان وفوضى وعدم استقرار، وهذا هو المقصود من التحذير بتوسيع نطاق الصراع سواء من إسرائيل، أو من الجهات المنخرطة معها في هذا القتال.
* *
وعلى مجلس الأمن إلزام إسرائيل بأن تقبل بخيار الدولتين، وصولاً إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، حتى لا تكون هناك حجة لمن يسعى لتعميم هذه الحروب على جميع دول المنطقة، وتوريطها بمشكلات هي في غنى عنها.
* *
إن عدالة القضية الفلسطينية لا تحتاج إلى ثمانين عاماً من الحروب، ولا إلى هذه الأعداد الكبيرة من القتلى الأبرياء، ولا إلى عدم الاستقرار الذي تمر به المنطقة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1948م وإلى اليوم، وقد آن الأوان لمعالجة هذه المشكلة المزمنة من جذورها، وإحقاق الحق، بعيداً عن المصالح الضيقة والنظرة القاصرة.
* *
تقودنا الأحداث الآنية بعدوان إسرائيل على لبنان وإيران واستمرار حرب إبادتها في غزة إلى تذكير الولايات المتحدة الأمريكية بمسؤوليتها كدولة عظمى في إحلال السلام في منطقتنا، وهو الذي سيظل تحقيقه بعيداً ما لم تتدخل واشنطن بقوة، وتمارس نفوذها على إسرائيل للجلوس مع الجانب الفلسطيني على طاولة واحدة، ومساعدة الجانبين في التوصل إلى حلول عادلة ومنصفة، تقضي بها على مسار هذه الأجواء التي تفوح منها رائحة شواء أشلاء القتلى وسط هذه المعارك التي لا تتوقف.
* *
وعلى العقلاء والحُكماء ألا يسمحوا لإسرائيل والأطراف الأخرى بتوسيع هذه المعارك إلى أكثر مما هي عليه، لأن أحداً في المنطقة وفي العالم لا مصلحة له بذلك، والخيار الأفضل -ونكرر ذلك- التوجه إلى الحوار البناء الذي يقود إلى حل لكل المشكلات التاريخية العالقة.