د. مساعد بن سعيد آل بخات
تحتاج كل مؤسسة في المجتمع إلى جهة أو إدارة تكون مسؤولة عن تقويم أداء العمل بشكل مستمر، من أجل التأكد من أنه تم تحقيق الأهداف المخطط لها خلال فترة زمنية محددة.
لأن التقويم الشخصي للفرد في أداء العمل قد يكون مفيدا في حال كان هذا الموظف متميزا ولديه سقف طموح عالٍ، فإن لديه في الغالب إحساسا بالمسؤولية والأمانة وسيقيم نفسه لكي يمشي على المسار الصحيح، أما إذا كان الموظف غير متميز فإن أي عمل يقدمه سيكون راضيًا عنه مع العلم بأنه غير مكتمل أو غير جيد.
وبناءً على ذلك، أتت الحاجة لوجود جهة أو إدارة مستقلة تُعنى بتقويم أداء العمل في المؤسسة بعيدًا عن التحيز للأشخاص.
ويوجد في وزارة التعليم إدارة مسؤولة عن تقويم أداء العمل في المدارس ومكاتب التعليم وإدارات تعليم المناطق.
لذا نقرأ أو نسمع عن وجود زيارات للمشرفين والمشرفات للمدارس من أجل تقويم التعليم، فما هو تقويم التعليم؟ وما هي أنواعه؟ وما أهميته؟
ويقصد بتقويم التعليم هو عملية إجرائية تقوم بإصدار الحكم على مدى تحقق أهداف التعليم المطلوبة مع وضع خطط علاجية عند وجود أي خلل يعيق تحقيق أهداف التعليم.
ويمر تقويم التعليم غالبًا بثلاثة أنواع من التقويم وهي كما يأتي:
أولًا: التقويم القبلي (التمهيدي)، وهو الذي يتم قبل البدء بالتعليم، أي قبل بداية السنة الدراسية، ويهدف إلى معرفة مدى استعداد الطلاب والطالبات لتلقي معارف وخبرات جديدة، من خلال عمل المقابلات الشخصية أو اختبارات القبول.
ثانيًا: التقويم البنائي (التكويني)، وهو الذي يستخدم أثناء التعليم، أي في وقت الحصة الدراسية التي تقدم من المعلمين والمعلمات للطلاب والطالبات، ويهدف إلى معرفة إتقان التدريس، من خلال المناقشة والملاحظة والواجبات المنزلية.
ثالثًا: التقويم الختامي (البعدي)، وهو الذي يطبق بعد انتهاء التعليم، أي بعد نهاية السنة الدراسية، ويهدف إلى التعرف على ما تحقق من نتائج لمقارنتها مع الأهداف المراد تحقيقها، من خلال عمل الاختبارات النهائية.
وتكون أهمية تقويم التعليم في عدة أمور منها ما يأتي:
أولًا: معرفة مدى تحقق الأهداف التعليمية المخطط لها من قِبل وزارة التعليم في كل مؤسسة تعليمية.
ثانيًا: تعين المعلمين والمعلمات على تحسين أدائهم للأفضل بناءً على الزيارات الميدانية والمخرجات من التعليم.
ثالثًا: تكشف للطلاب والطالبات مستواهم الحقيقي خلال السنة الدراسية مع وضع خطط علاجية لهم لضمان رفع تحصيلهم الدراسي.
رابعًا: توفر على وزارة التعليم الجهد والوقت والمال في المستقبل، بضمان عدم تكرار الأخطاء والوقوع في نفس المشكلات مرة أخرى.
خامسًا: تدعم وزارة التعليم في تحقيق منجزات عالمية ورفع اسم الوطن عاليًا عند المشاركة في الاختبارات الدولية TIMSS, PISA, PIRLS.
ختامًا..
التقويم = إصدار الحكم على العمل + إيجاد علاج للمشكلات