عثمان أبوبكر مالي
محاولات كثيرة في فترات مختلفة بذلت في الكرة السعودية، من أجل الوصول إلى احتراف اللاعب السعودي في نادٍ خارجي، من الأندية التي تطبق الاحتراف (الحقيقي) في بلدانها، محاولات كانت رسمية وبعضها شخصية وهناك محاولات فردية جرت من بعض اللاعبين أنفسهم أو من وكلاء أعمالهم، لكنها لم تكن (منظمة) بالشكل المطلوب، ولذلك حتى الآن ليس هناك مثال يحتذى به عن احتراف لاعب سعودي خارجيا، يكون بمنزلة (نموذج) يمكن أن يسير على خطاه لاعبون شبان ويحتذون به، رغم العمر الطويل للكرة السعودية، ويمكنني القول إن كل المحاولات والتجارب السابقة أما أنها فشلت، أو أنها انتهت مبكرا قبل أن تبدأ حقيقة، والأسباب في ذلك كثيرة ومتعددة، تعود كثيرا للاعبين أنفسهم وتعود أحيانا للاعب وطموحه وثقته في نفسه، وفي الأغلب تعود لثقافة الإنسان والرياضي السعودي، تلك الثقافة التي تغيرت كليا في الزمن الحالي، وفي كل مجالات الحياة، وبعد الانفتاح الكبير الذي تعيشه بلادنا، آن الأوان أن تنفتح وتتغير ثقافتنا الرياضية أيضا، بشكل عام وثقافتنا الاحترافية كرويا بشكل خاص.
إن العمل يجري متسارعا على قدم وساق من أجل جعل الدوري السعودي (دوري روشن) أحد أكبر الدوريات العالمية الخمسة، وذلك من خلال (المشروع الرياضي السعودي) وهو المشروع الطموح الذي منذ إطلاقه أصبح حديث العالم ووجهته الكروية، ويفترض مع الخطوات التي تم الأخذ بها أن يكون تعاملنا احترافيا في كل ما يخص اللعبة والأندية واللاعبين، ومن ذلك التعامل مع عروض شراء عقود اللاعبين السعوديين (الموهوبين) بالموافقة على بيعها وانتقالهم للعب في أوروبا أو أي مكان في العالم، أسوة بالاستقطاب الكبير الذي يقوم به (المشروع السعودي) والمنفتح على اللاعبين الأجانب من كل مكان، وبالتالي من الضرورة أيضا فتح بوابة الخروج للاعب السعودي، الذي يتلقى عرضا (حقيقيا) ومناسبا، حتى إذا احتاج الأمر أن يكون لذلك (برنامج خاص) ولجنة مستقلة تديره كمشروع وفق خطوات وشروط عملية (سهلة) توضع لتنفيذ الفكرة بآلية محددة وواضحة، تطبق على اللاعبين الموهوبين، وتربط سلفا بأمور مهمة جدا قبل الموافقة وقبول احتراف اللاعب ـ أي لاعب ـ أهمها وفي مقدمتها أن يكون هناك عرض (حقيقي ورسمي) مقدم له علنا، وأن تكون الرغبة شخصية وتنبع من اللاعب نفسه، ومنها أيضا أن يكون خروجه في وقت وسن مبكرة من (عمر اللاعب) وتحديدا في بدايات صعوده ونضجه الكروي حتى يسهل عليه عملية (الاندماج) وسرعة التطور، وهذه هي أهم الخطوات التي يأخذ بها كثير من اللاعبين (العرب والأفارقة) في بدايات خروجهم واحترافهم خارج دولهم ومناطقهم، ومن النقاط المهمة ألا يكون شرطا فرصة اللعب والتواجد في ناد كبير أو دولة من دول (الفئة الأولى) في الدوريات الأوروبية، وإنما يمكن أن تكون بداياته وخطواته الأولى من أندية الدرجة الثانية أو حتى الثالثة والأمثلة للاعبين سلكوا هذا الطريق كثيرة جدا، عربيا وإفريقيا وآسيويا.
كلام مشفر
- حتى لا يدرعم أحد كل اللاعبين الذين حاولوا في السابق الاحتراف خارجيا من اللاعبين أعرفهم تماما، لم أتحدث عنهم بالأسماء لأن تجاربهم من وجهة نظري ينطبق عليها عبارة (لم ينجح أحد)!
- ليس من المقبول ان الدوري السعودي الذي يستقدم نجوم اللعبة من شتى أنحاء العالم، يرفض خروج نجومه الذين يتلقون عروضا للاحتراف، لا بد من الموافقة لهم ومساعدتهم بشرط؛ أن يكون العرض حقيقيا، وأن يأتي في سن مبكرة، حتى يتوافر للاعب كل الفرص والوقت ليتطور ويتقدم ويكون نموذجا سعوديا للاعب المحترف خارجيا.
- التعامل مع اللاعب السعودي الذي يتلقى عرضا للاحتراف الخارجي يفترض أن يكون وفق قواعد الاحتراف (المعروفة) دوليا، لا يفرض على اللاعب، ولا على ناديه أيضا، فمن لا يريد ناديه خروجه لا يجب إلزامه، واللاعب الذي لا يرغب الخروج لن ينجح إذا فرض عليه مهما كانت موهبته.
- قبل أن ينطلق الموسم الرياضي الجديد، تتكرر الأصوات والمعلومات حول الدعم والاستقطاب وتعاقدات أندية الاستحواذ، ولا تزال الضبابية تكتنفها والشفافية تغيب عنها والميدان الكبير لتناول كل ما له علاقة بها هو السوشيل ميديا، إما بتكهنات وإما بتوقعات وإما بمعلومات المصدرجية، وقليله هي المعلومات الأكيدة.
- السؤال البريء قائم: لماذا لا تهتم اللجان المعنية بالجماهير الرياضية وتتعامل معها بوضوح ومصداقية وبالأرقام أولا بأول ومع كل صفقة؟