خالد بن حمد المالك
يبدو أن ليبيا بعد سنوات من الخلافات تتجه الآن نحو المسار السياسي التوافقي لإجراء الانتخابات، وإحياء المؤسسات والتشكيلات التي تفضي إلى بناء الدولة من جديد.
* *
فليبيا ما بعد نظام معمر القذافي، وهي في حالة انقسامات وصراعات وحروب، وفيها حكومتان تدعي كل واحدة منهما بأنها هي الحكومة الشرعية، ما وسّع الخلافات بين الطرفين، وفتح الطريق أمام التدخلات الأجنبية.
* *
لقد خسرت ليبيا كثيراً؛ اقتصادياً وتعليمياً وصحياً، وفرطت - وهي الدولة الغنية - بثرواتها الكبيرة بفعل المُتكسّبين من حالة الفوضى التي تمر بها البلاد، حيث انعدام الاستقرار، والتنازع بين الفرقاء في السيطرة على مقدرات البلاد.
* *
إنّ أي تأخير في معالجة أسباب هذا التشرذم، والتباطؤ في عدم حسم المشاكل المعلقة بحلول ترضي الجميع، إنما يُعقد هذه المشاكل، ويُبعد البلاد عن إيجاد حلول تكون مقبولة ومرحباً بها.
* *
الليبيون أدرى بمصالحهم، وهم الأقرب إلى معرفة ما يجب أن يكون من تشخيص لحالة الوضع في البلاد لتجاوز كل الأزمات، وصولاً إلى اجتثاث كل أسباب الخلافات بين أبناء البلد الواحد.