د. إبراهيم بن جلال فضلون
خمس سنوات ونصف والزمان يتناقص تدريجياً، على أثر ما تبقى من الوقت وصولاً لعام الرؤية، التي اختلجت الصدور ودفع السعوديون من طاقاتهم وحياتهم لإثبات حياتهم لا كونهم سكان صحاري، أو دولة نفط ينظر لها العالم برؤية منفعتهم، لتعي المملكة حجمها وليعي العالم من هي؟.
إنها المملكة: التي غيرت شكلاً وموضوعاً اتجاهات العالم الفكرية والاستثمارية، وأنجبت استراتيجيات اقتصادية مجتمعية جاذبة ساهمت في إبراز قوة ومكانة السعودية بطريقة مُغايرة عما كانت عليه في السابق قبل رؤية 2030، فكانت قدراتها الجديدة (لا للمستحيل) (همة فوق القمة) تتعامل مع التحديات القائمة والقادمة ببناء التحالفات، والانفتاح الخارجي والتعاون بتنامي العلاقات مع القوى الكبرى (روسيا أو الصين أو الهند أو البرازيل أو غيرها)، كإشارة حقيقية عن ذاتها ولأنها صدارة القوة ليس في العالم الإسلامي وحسب بل والمجتمع الدولي، وفق رؤية الحكومة الرشيدة والتنامي الاقتصادي الذي غير باستراتيجياته وجه المملكة لعالم بل وقاطني الاستثمارات والشركات الإقليمية وشهد له اليوم المجتمع الدولي.
إنها المملكة: التي أصبحت أكثر وضوحاً في هيكل التغيير وبرنامج الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي الطموح وتحويل المملكة إلى اقتصاد معرفي حديث ومتكامل عالميًا دون الاعتماد على الذهب الأسود (النفط)، والاعتماد على الطاقات والقدرات السعودية بدعم وتمكين وتفعيل دور السياحة وهيئة الترفيه، وإصدار التسهيلات الكبيرة حتى التأشيرات بأنواعها. وتحقق مراكز متقدمة في المؤشرات الدولية، أبرزها (التشييد والصناعات التحويلية وثقة المستهلك، وبيئة الأعمال، والثقة في الحكومة وتصنيف التنافسية العالمية في إنجاز يعكس أداء البيئة الاقتصادية والاستثمارية في البلاد.
بل وتصدرها مؤشر إيدلمان للثقة العالمي.
إنها المملكة: التي تُسجّل "المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية" في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهي الدولة التي أسهمت موسوعتها السعودية الشاملة في تعزيز الرؤية الثقافية والمعلوماتية لتاريخ المملكة ومناطقها ونقل الصورة الحضارية لكل العالم، عبر عشرين مجلدِ ملأت فراغا معرفيا كبيرا، وأزالت إبهام الفكر الغربي عنا، لتكون مصدراً للتحولات الحضارية واستشراف التاريخ العريق والاستعانة بمجموعات كبيرة من الخرائط المتنوعة، وقد أصدرتها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في العام 1428هـ وعمل فيها أكثر من (250) أكاديميا وباحثا في نسختيها الورقية والإلكترونية والتي تضُمُ بين دفتيها أكثر من (20) ألف صفحة، وما يربو على (10000) عشرة آلاف مادة علمية مصورة، بتخصيص ما بين (500) و(1000) صورة وعدد كبير من الجداول التفصيلية والأشكال لإيضاح الإحصاءات بأنواعها في كل منطقة من مناطق المملكة الثلاث عشرة، لتختتم مكتبة الملك عبدالعزيز بإصدار نسخة موجزة من الموسوعة للناشئة والفتيان، في (9) مجلدات شملت إنجازات الوطن التطويرية في مختلف المناطق وفقا لرؤية حضارية شاملة اجتذبت بعلاقاتها الدولية عبر العمل الدبلوماسي الذي لا يهدأ الكثير من الاستجابات السريعة لمفاهيم التغيير لفهم الملفات المهمة مع الجيران بالمنطقة وما حول أصقاع الأرض بمد يد السلم مع إيران وحوثيي اليمن، مروراً بإعادة دمج سورية في جامعة الدول العربية، والتوازن الدولي في الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب غزة المستعرة التي لا فصال في حقها وصولاً للسودان، وغيرهم..
حفظ الله المملكة وحكومتها وأنار درب مسيرتها الوطنية بالداخل والخارج.