د. عبدالله بن راشد السنيدي
اندلعت الحرب في السودان منذ أكثر من سنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي أمر بإنشائها الرئيس السوداني السابق (عمر البشير) لكي تحميه من انقلاب الجيش عليه، إلا أن قوة الدعم السريع أخذت في الزيادة والقوة بعد سقوط حكم البشير بقيادة (محمد حمدان دقلو) المعروف (بحميدتي) أصبحت نداً للجيش وتسعى لتولي السلطة في السودان بدلاً من الجيش بقيادة (عبد الفتاح) البرهان خاصةً بعد أن طلب البرهان دمج قوات الدعم السريع مع الجيش السوداني، وهو مطلب مشروع إلا أن ذلك لم يعجب قائد الدعم السريع فقام بالخروج على سلطة الجيش وحاول الاستيلاء على الحكم، ولكن لم يتمكن من ذلك بسبب مقاومة الجيش له وتصديه لانقلابه الذي لم يحسب الجيش حساباً له.
ولكن الذي حصل أن أياً من الطرفين الجيش أو الدعم السريع لم يتمكن من حسم المعركة لصالحه، ولكن الخاسر الوحيد هو الشعب السوداني الذي عانى من التشرد والقتل والجوع وانعدام الأمن ونقص الأدوية بسبب هذه الحرب.
ومع الجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية عندما جمعت طرفي الحرب في محافظة جدة وتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، إلا أن هذا الاتفاق لم ير النور بسبب عدم تنفيذه من الطرفين، وكل واحد منهما يرمي بالمسؤولية على الطرف الآخر في عدم تنفيذ هذا الاتفاق.
ولكن مع الأسف فإن المجتمع الدولي ممثلاً في هيئة الأمم المتحدة والدول الكبرى لم يبذل من الجهود مافيه الكفاية لوقف هذه الحرب العبثية.
وقد يكون الحل لإنهاء حرب السودان هو التعامل معها بما تم التعامل به في حرب البوسنة والهرسك وصربيا وكرواتيا والتي حدثت سنة (1992) والتي سقط فيها (38200) قتيل من المدنيين أغلبهم من المسلمين في البوسنة و(57700) من الجنود وانتهت بتقسم البوسنة والهرسك وفقاً لاتفاقية دايتون) وإنهاء الحرب بإشراف قوات من حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد قرار من المحكمة الجنائية الدولية.
فلماذا لا يطبق ذلك على حرب السودان خاصة وأن الدول الخمس الكبرى صاحبة حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي في وضع محايد من هذه الحرب، وذلك بأن يتم نشر قوات دولية لإنهاء هذه الحرب ومن ثم التهيئة لإقامة حكومة مدنية لا علاقة لها بطرفي الحرب، والمرجو ألا يكون المانع من ذلك أن السودان دولة عربية إسلامية نامية وليست دولة أوروبية فتترك وشأنها.