عبدالعزيز بن سعود المتعب
الحياة مراحل تُشكّلها فواصل زمنية بما لها أو عليها، يطوي النسيان كثيراً منها، وتُبقي الذاكرة على - لحظات لا تُنسى - بحلوها ومرّها، والشعراء بإحساسهم العالي جسّدوا كل ما سبقت الإشارة إليه.. يقول الشاعر الأمير خالد الفيصل:
يا نعمة النسيان يا رحمة الله
لولاك أنا عزّاه وش كان سويت
لو أذكر اللّي كان دقّه وجلّه
ما كان ساعه في حياتي تهنّيت
لولاي أسلّي خاطري جاه علّه
وارتاح لين أرسلت بعض التناهيت
ومنها قوله:
خل الفكر يرتاح والقلب خلّه
في غيمة النسيان يلقى لها بيت
أسج بعض الوقت ما هوب كلّه
وأعود كنّي ما عن الحال سجّيت
بل إن من الذكريات التي تسكن - دائرة الأحاسيس الخاصة - ما تجعل المرهف الراقي بإحساسه يعيش الماضي في الحاضر ولو للحظات غالية تعنيه دون غيره، تمزج مشاعره الجيّاشة الحلم فيها بالواقع، وليس أدل على ذلك من قصيدة الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن - رحمه الله - التي شدا بها الفنان محمد عبده:
«جيتي من النسيان ومن كل الزمان.. اللّي مضى واللّي تغيّر.. صوتك يناديني تذكّر..»، ومنها قوله « كنّا افترقنا البارحة.. والبارحة صارت عمر.. ليله أبد عيّت تمر».
كما أن مشاعر المحب وهي تستعيد ذاكرته -للحظات لا تُنسى- من حياته العاطفية تجعله يخاطب الأمس بلغة اليوم متجاوزا مسافات ظرف الزمان وتبعاتها بكل ما تخللها من مسافات الأيام وما حوت أقدارها.. يقول الشاعر طلال الرشيد -رحمه الله-:
«ما أصدق فيك.. لو مهما قالوا لي.. نسيك وما يبيك.. ولو شفت بعيوني خطاك.. ما أخطّيك.. أنا ما أصدّق فيك.. لو يحكوا كل الناس.. لأنك حبيبي مو حبيب الناس».
- وقفة من قصائدي القديمة:
ما اخفيك يا كثر ما راجع صدى صوتك
اللّي بسمعي بقايا همسه الدافي
يمكن ما اشوفك إلى موتي وإلى موتك
ولا أقول شيءٍ مضى.. من بيننا كافي!