عقل العقل
مشروع الرياضة لدينا له عدة أوجه ليس شرطا أن تكون لها علاقة بالملعب والنتائج والجدل المصاحب لذلك، الهياكل الإدارية في الأندية الجماهيرية خضعت لتغير كبير في شكل وصلاحيات مجالس إداراتها وخاصة دور رئيس النادي الذي أصبح أقرب إلى الشرفي رغم أن ثقافة الشارع الرياضي لا تزال تؤمن وتحمل أنه هو المسؤول الوحيد المسير لأمور النادي وهذا على أرض الواقع غير صحيح رغم الاحتجاجات من إعلام هذا النادي أو ذلك ودعمهم لمرشح لرئاسة ناديهم ويتفاجؤون أن وصول أو رحيل ذاك المرشح لم يغير في وضع ناديهم، أتذكر حالة الهياج والصياح التي رددها بعض الإعلام النصراوي عندما لعب الفريق على نهائي كأس الملك العام الماضي أمام الهلال، وافترضوا أن فريقهم قد فاز بالكأس والإشكالية أن الرئيس لم يكن متواجدا في ملعب المباراة وقتها لأسباب غير معروفة، أتوقع أن الرئيس التنفيذي هو الأساس في العملية الإدارية في الأندية الآن الذي تعطيه لائحة رؤساء الأندية المحدثة أغلب الصلاحيات في أندية الصندوق ورؤساء الأندية ترشحوا ووصلوا لهذه المراكز وهم يعرفون أدوارهم المحددة فلم يعدوا هم المتحكمون بالأندية وأصحاب القرار الأول والأخير مثلا قضية التعاقدات مع اللاعبين الأجانب واستقطابهم أو إنهاء عقودهم والمدربين ليست من صلاحياتهم.
وقد يكون حضورهم أقرب إلى الشرفي، البعض يتباكى على الشكل الإداري القديم وأن هناك أعضاء داعمين للأندية وهناك رؤساء أندية يمثلونهم وقد أدوا أدوارا يشكرون عليها ولكن نتذكر الكثير من المشكلات الإدارية والفنية وتراكم الديون وجلب لاعبين بالملايين ويثبت فشلهم لأن القرار فردي ويصل للمزاجية في أغلب الحالات، التغير بشكل عام ومنه الرياضي الذي له تماس مع الجماهير بشكل عام يجابه بالرفض ويدمنون القديم ويحاربون الجديد، دائما ما نشاهد المديرين الفنيين في الأندية العالمية هم من يسيرون تلك الأندية في أغلب الحالات ورؤساء الأندية يجلسون مع الجماهير في المدرجات، يحضرون جلسات مجلس الإدارة ويضعون الخطط العامة.
رؤساء أندية جماهيرية لم يستمروا في مناصبهم إلا لفترات قصيرة تصل إلى أسابيع والسبب أنهم يريدون أن يصبحوا هم الكل فيها دون حسيب أو رقيب ويتفرغون للظهور الإعلامي وتسويق أنفسهم بأموالهم على النمط التقليدي القديم تلك المرحلة ولت، الآن بدأنا في مرحلة البناء المؤسسي لأنديتنا الرياضية الذي يفترض أنها تصبح مثل الشركات التجارية تستقطب الكفاءات التي تزيد من ربحيتها بالمعنى الواسع، إذا كنا نتطلع أننا بعد أعوام قريبة سوف تطرح أندية الصندوق الأربعة الجماهيرية للاكتتاب العام فنحن بحاجة لإصلاح المسار الإداري فيها الذي عشش في عقول البعض حتى الآن ونجدهم يعتقدون أن رئيس النادي يستطيع أن يلغي عقد المدرب أو يطرد الرئيس التنفيذي فهذا التفكير يفترض أن ينتهي، الرؤساء التنفيذيون في شركات القطاع الخاص هم أساس النجاح والفشل بتلك الشركات وهم المسؤولون أمام مجلس الإدارة والمساهمين عن كل تفاصيل العمل فيها وهذا هو الأمر الطبيعي الذي يفترض أن تكون عليه أنديتنا الرياضية بعيدا عن محاربة القدرات الإدارية المستقطبة بالأندية السعودية والتشكيك في ذممهم ومحاربتهم على أساس عنصري واللعب على أوتار الوطنية في تفضيل مديرين محليين فقط بسبب محليتهم مثلا الرئيس التنفيذي لنادي النصر الإيطالي جويدو فينغا يتعرض لهجوم كاسح من إعلاميي النادي وأن سبب فشل الفريق العام الماضي هو بسبب هذا الجويدو، علينا أن نفهم مرحلة التغير والتحول في المشروع الرياضي بعيدا عن التفضيلات لداعمين تقليديين سابقين نقدم لهم الشكر والعرفان ولكن الدولة تعمل على تأسيس منظومة أندية راسخة وتصل للربحية لمن يستثمر فيها داخليا وخارجيا.