عطية محمد عطية عقيلان
الجهاز الذكي والمستخدم الغبي
يشهد عصرنا تحولا كبيرا في التقنية وصاحبها تطور وظهور مصطلحات جديدة بدءا من الكمبيوتر والإنترنت والجوال، ولتسويق المنتجات والسلع، أصبح هناك تستخدم للتحفيز والشراء والاقتناء، وهي «الذكية»، فعرف ما يسمي بالبيت الذكي، والأجهزة الذكية، والسيارات الذكية، والذكاء الاصطناعي، ولكنها تناست مسألة أنها جميعا تحتاج إلى مستخدم، وهؤلاء متفاوتون الذكاء حتى إن بعضهم غبي ولا يجيد التعامل معها، وهذا الفرق بين الأجهزة الذكية وبعض المستخدمين الأغبياء، أدى إلى ما يعرف بسوء استخدام وخسائر لهم، بل إن جلنا عند شراء جهاز ذكي أو سيارة بتقنيات ذكية حالية، لا يستخدم أكثر من نصفها، بل يستخدم الحد الأدنى منها، فهل نعتبر أن شراء أجهزة ذكية بمواصفات عالية دون الحاجة لها هي نوع من الذكاء أو الغباء؟
روبوت ينتحر
تعرف كوريا الجنوبية بولعها الشديد بالتكنولوجيا والتقنية واستخدام أجهزة الروبوت الآلي، وهذا يأخذنا إلى قصة طريفة، حصلت فيها في شهر يونيو 2024، في انتحار روبوت آلي، حيث قال زملاء له وشهود عيان إنه قبل أن ينتحر كان يدور حول نفسه، قبل أن يرمي بنفسه من أعلى الدرج وينتحر ويتحول إلى كومة من الركام، حيث نعته بلدية قومي بعد عمل لمدة عام لـ9 ساعات يوميا في دائرة حكومية، ولم يتحمل ضغط العمل، علما أنه لم يمض سوى عام واحد وهذا مرتبط بموضوع التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، فمهما بلغ ذكاء الأجهزة لا بد من مستخدم يجاريها في الذكاء وعند اختلال المستوى بينهما تحدث الكوارث والأعطال وحتى الآنتحار كما حدث مع الروبوت الكوري.
تحذير من السرقات
تنشط السياحة في فصل الصيف، وتستقطب أوروبا الكثير من السياح للتنعم بأجوائها وطبيعتها، ولكن في الأعوام القليلة الماضية انتشرت ظاهرة سرقة السياح، وشاهدنا عديدا من فيديوهات وثقتها كاميرات المراقبة، لتعرض السياح للنشل والسرقة في بعض المدن الأوروبية، وفي هذا العام حذرت المملكة وبعض الدول رعاياها لتوخي الحذر والانتباه وبعض النصائح لتجنب التعرض للسرقة ويبقى الأمان من أهم عوامل الجذب السياحي، لذا ركزت رؤية 2030 على الاهتمام بتوفير أماكن جذب سياحي وتنوع تلبي تطلعات السائح وهي في خطوات متسارعة ستكون مكتملة وجاذبة في بيئة آمنة ومتنوعة وذات عائد اقتصادي وتنموي على المملكة.
معلقو الصراخ
ترتبط الرياضة بالحماس، ويرتفع أداء اللاعبين ويتفاعلون في ظل وجود جماهير مشجعة ومحفزة، وهذا إيجابي في الملاعب، المشكلة أن عدوى التشجيع والحماس انتقلت إلى المعلقين الرياضيين العرب وتحول الحماس إلى صراخ وزعيق، ولمن يحب كرة القدم ويسمع بعض المعلقين ينصدم بعدم توافق الصورة مع الحماس والصراخ الذي يقوم به هذا المعلق، المشكلة أن نهج «الصراخ» أصبح وكأنه المدرسة الناجحة في جذب المشاهد وهذا في نظري نتيجة شهرة بعض الأسماء في الوطن العربي وانتشارهم، مع ملاحظ حتى على الأسماء الكبيرة زاد حدة الصراخ والانفعال في غير محله، إضافة إلى التنبؤات والتحليلات، والتعليق على قرارات الحكم مع منهج إعطاء كافة الأوجه وإذا حصل أحد احتمالاته يعلق بفرح «أنا قلتلكم»، لذا عزيزي المعلق الجديد تعلم أن يكون التعليق مناسبا ومساويا ومتفاعلا مع الحدث وتجنب الصراخ طول المباراة حتى لا تفقد صوتك وجمهورك.
علاج الطيبين
في منتصف القرن التاسع عشر أنتجت شركة بريطانية مجموعة من المنتجات التجارية التي تخص الأطفال، ومن ضمنها «ماء غريب» وهذا الدواء كانت تستخدمه الأمهات مع أطفالهن الرضع عندما يعاني من المغص ووجع الأسنان وعدم الراحة، وكان بمجرد أخذ ملعقة يرتاح ويخلد للنوم، ولم تعرف الأمهات أو جيل الطيبين أن هذا الدواء كان يحتوي على نسبة من الكحول، ويستخدم لفترات طويلة دون اكتشاف ذلك، وبعد ذلك تم إنتاجه دون كحول، لذا طفل السبعينيات والثمانينيات لا تفرح عندما تمدحك أمك بأنك كنت طفلا هادئا وتنام بسهولة، لأن ماء غريبا عمل عمايله معاك.
خاتمة
بعض العلاقات والشراكات مثل السلف عند الأنذال، يبدأ بطيب وينتهي في المحاكم.