إيمان الدبيّان

نقرأ كثيراً كلمة (الاستدامة) ونسمعها، ولكن: هل يُدرك معناها ويستوعب مفهومها؟!

ما المقصود بالاستدامة؟

إن الاستدامة من استدام الشَّيءُ: تعني استمرَّ، وثبت ودام.

الاستدامة هي المسؤولية في الحفاظ على نوعية الحياة البيئية وتنمية مواردها الطبيعية للأجيال الحالية والمستقبلية بطريقة متوازنة؛ لهذا لا تخرج مرتكزات الاستدامة عن البيئة والاقتصاد والمجتمع، فكلها مرتكزات متداخلة وأساسيات مع بعضها متناغمة يدعم كل مرتكز منها الآخر.

أثبت العديد من الأدلة العلمية أن بعض البشرية تعيش بطريقة غير مستدامة مما جعل الأمر يتطلب إعادة بعض التنظيمات البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

وفي المملكة العربية السعودية تمثل الاستدامة إحدى ركائز الرؤية السعودية 2030 وتلتزم المملكة بالوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2060، كما تسعى إلى تحقيق الكثير من المنجزات والمبادرات التي تصل بالمجتمع إلى استدامة بيئية ومعايير حياة جيدة وموارد اقتصاد مستمرة ومنها:

المجالس والهيئات البيئية والاقتصادية والبلدية والصناعية، ومبادرات السعودية الخضراء والرياض الخضراء، مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون، وأنشطة الإدارة الكاملة للنفايات وإعادة تدويرها، وكذلك إنشاء القوات الخاصة للحماية البيئية، كما قامت المملكة بإنشاء صندوق أبحاث الطاقة والبيئة.

المنجزات والمبادرات والمشاريع في الاستدامة تشمل مدن المملكة؛ كالرياض ونيوم وسكاكا وجدة ومكة وجميع درر عقد وطننا الغالي الذي يفخر به ويعي ثمنه كل سعودي ومقيم يستشعر، ويؤمن بقيمة الاستدامة من خلال ممارساته ونمط حياته ووعيه وثقافته بسلوكياته وأساليبه واستعمالاته اليومية للأشياء في بيئته، وإدارته لها بتقليل الهدر وانتقاء الجيد، واستشعاره بمسؤولية إدارة النفايات الناتجة من منزله أو مكتبه ومكان تعلمه ودار عبادته وحيه ومدينته ووطنه.

تتعدد النفايات والهدر والخطر واحد، بداية من ملابسنا التي تكسونا وأطعمتنا التي تغذينا إلى مركباتنا التي نستقلها وبيوتنا التي نسكنها وإلى أوراق نستعملها ومواد بلاستيكية نستخدمها ومنها إلى مياه نشربها أو لا نحسن كيف نصرّفها، كثيرة استخداماتنا واحتياجاتنا والأكثر منها هدرنا لها؛ لذلك هناك أسئلة مهم التفكير فيها ونحن نستخدم كل شيء معنا ولنا حولنا: من أي شيء صنع؟ وأين سيذهب بعدما ننتهي منه؟ وما أثره وتأثيره علينا حاضرا ومستقبلا؟ وكم سأحقق وأوفر اقتصاديا، وأنجح اجتماعيا وصحيا إذا عرفت وأدركت كيف أتعامل مع البيئة بما فيها وما ينتج من نفايات منها؟!

دوّرها ما دمتَ حيا، فنحن كلنا منها وإليها.