صيغة الشمري
تواكب المملكة بشكل سريع متغيرات المدن الحضرية وتعمل بجهد كبير من أجل تحويلها إلى مدن ذكية، تماشياً مع رؤية 2030 المهتمة بالتحول الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى جودة الحياة، وتسهيل حياة المجتمع.
والناظر إلى تطور الحكومة الرقمية في المملكة يدرك تماماً أن الجهود تمضي في اتجاه تحسين حياة الفرد والمجتمع، عبر تمكين الجهات الحكومية من إدارة المدن الذكية، فبحسب تقرير صادر من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، فإن الجهود السعودية في هذا الجانب أثمرت عن خمس مدن سعودية ضمن مؤشر (IMD) العالمي للمدن الذكية لعام 2024م، الذي يقيس مستوى التطور الفعلي للمدن الذكية في جميع أنحاء العالم.
وطبقاً للتقرير الذي جاء بعنوان «نحو بناء مدن ذكية آمنة»، حلت الرياض في المرتبة الثالثة عربياً والـ25 عالمياً، تلتها مكة المكرمة في المرتبة الخامسة عربياً والـ52 عالمياً، بعدها جدة في المرتبة السادسة عربياً والـ55 عالمياً، وجاءت المدينة المنورة في المرتبة السابعة عربياً والـ74 عالمياً. أما مدينة الخبر فحلت في المرتبة الـ99 عالمياً، وذلك من إجمالي 142 مدينة بمختلف الدول شملها المؤشر العالمي.
وتستفيد المدن الذكية السعودية من تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في مختلف القطاعات والمهن للارتقاء بجودة الحياة، وذلك مثلها والمدن العالمية الأخرى التي تسعى لخلق مجتمعات أكثر أماناً وكفاءة وقدرة على الابتكار من أجل مستقبل مغاير للأجيال القادمة، خصوصاً أن خبراء التخطيط العمراني يعتبرون أن المدن الذكية حل عصري لمعالجة الزيادة السريعة في معدل نمو السكان نتيجة الهجرة إلى المدن.
وسبق أن توقع تقرير الهجرة الحضرية في العالم الصادر عن الأمم المتحدة، وصول عدد سكان المناطق الحضرية في العالم إلى 68 % بحلول عام 2050م، مما يلقي بظلاله على زيادة الإنفاق العالمي على تقنيات المدن الذكية والاستثمار في التقنيات والبنية التحتية للمدن الذكية، لذلك ارتفع الإنفاق على تقنيات المدن الذكية لتحسين البنية التحتية والاستفادة من الذكاء الاصطناعي، لأن هذه المدن تدعم مختلف جوانب الحياة، وتمنح الإنسان قدرة على الإبداع، وهو ما تسعى إليه المملكة في المستقبل، لتعزيز رفاهية المواطن وتقديم خدمات حضرية مميزة، وتهيئ بيئة أكثر استدامة.