عثمان بن حمد أباالخيل
ضغوط الحياة اليومية وضغوطها المستعصية تجعل الإنسان يعيد التفكير والحسابات والمواقف، يعيد التفكير بمن حوله من بشر كيف يعاملونه وكيف يعاملهم، يعيد التفكير بتلك الصور المنقوشة في ذاكرته وفي مُخيلته، يعيد التفكير ويتأمل ظروف حياته وأين سوف تنتهي به.
التأمل يعطي صورة أكبر وأشمل ويهدي العقل ويدعو إلى السلام مع النفس. كمْ نحن بحاجة إلى أن نتمعّنْ وندقق ونحلل ما نمر به ونرسم الصورة التي نهدف الوصول إليها أو نقف عند مدخل تلك الصورة. حين نتأمل نجعل دماغنا في حالة تفكير وترقب يجعله يقظا لا ينام أو يخملْ وإن خملْ يأخذنا الى هاوية الوادي السحيق. بحسب تعريف «مجتمع التأمّل الأميركي»؛ فإن التأمل هو حالة من الوعي، تجلب الهدوء، والوضوح، والنعيم. التأمل عبارة عن استرخاء تام في مكان به اضاءة خافته، بعيدا عن أي ضوضاء، ثم التنفس بشكل كامل في الشهيق والزفير.
من يتأملْ يجعلْ جسده واعضاءه تتغير للأفضل، ضغط الدم المرتفع ينخفض، يخفض مستوى لكتات الدم، مما يقلل نوبات القلق، يقلل أية آلام سببها التوتر، مثل: الصداع الناتج عن التوتر، القرحة، الأرق، مشاكل العضلات والمفاصل. السيروتونين مما يحسن المزاج والسلوك. أما فوائد التأمل للعقل كثيرة ومنها يتحسن الاستقرار العاطفي وتزداد السعادة وتحظى بالصفاء الذهني وتحصل على راحة البال ويزداد الإبداع ويتطور الحدس ويحسن الجهاز المناعي.
التأمل في آيات الله الشرعية والكونية فمن يتأمل سوف يزداد إيمانه، ويشعر لذلك ببهجة في قلبه، وسعادة واطمئنان في نفسه، يصاحب ذلك كله شعور بالمحبة والرضا والإنس. والـتأمل والتفكير كلمتان مترادفتان، وفيهما المحمود والمذموم وذلك بحسب الأمر المتأمَّل فيه، وما يؤدي إليه.
التأمل في خلق الله يعني الدخول إلى التفاصيل واستخراج جمال الموجودات بعين تنظر إلى الجمال لا القبح، هل تأملت جمال شكل الطيور وتناغم الوانها واحجامها بألوان جذابة ومتناسقة وتعلم الانسان كيف يستفيد من مزج الألوان وكيف تصمم الطائرات بكل اشكالها وأهدافها.
احترام الذات عن طريق التأمل يؤدي الى التحرر من الخوف والهلع والتردد والتوتر النفسي وزيادة القدرة على التحليل وحل المشاكل والثقة بالنفس والخروج بها الى بر الأمان والقناعة.
في هذا المجال. دراسات علمية عن التأمل، فقد وجدت دراسة جديدة في «جامعة هارفارد» الأميركية نشرت في الثامن عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أن التأمل يقلل من العناية الصحية بنسبة 43 بالمئة، من خلال تأثيرهما الإيجابي في مواجهة التوتر والقلق فلماذا لا يفكر البعض في التأمل.
تأمل وفكّر ستجد نفسك قنوعة بما لديها، فلا تحزن حين تدير الدنيا بظهرها فهي متجهة الى إنسان اخر هو يستحق ذلك. في وقتنا الحالي قلّ التأمّل واتجه غالبية الناس الى وسائل التواصل الاجتماعي الذي في معظمه تضييع للوقت. تأمل ملياً في الطبيعة ومن ثم ستفهم كل شيء بطريقة أفضل. - ألبرت أينشتاين.