خالد بن حمد المالك
منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948م على الأراضي الفلسطينية عن طريق الاحتلال، والموقف السعودي ثابت في تجريم هذا الاحتلال، والتمسك بحق الفلسطينيين في دولة لهم على ما احتل من أراضيهم عام 1967م، وتحديداً في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإسناد الرياض لهذا الحق، والدفاع عنه في المحافل الدولية، بما عزّز صمود الفلسطينيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وثبت مواقفهم بعدم التنازل عن حقوقهم المشروعة.
* *
ولسنا في حاجة إلى إظهار أنواع الدعم المادي والعسكري والسياسي على مدى امتداد تاريخ هذا الصراع مع العدو الإسرائيلي، فهي معلنة، ومعروفة، ومسجلة، ولا ينكرها إلا جاهل، أو مفتئت على الحقائق، وناكر للجميل، وله في موقفه نوايا وأهداف لا تخدم القضية الفلسطينية.
* *
وامتداداً لهذه المواقف التاريخية لم تتوان المملكة يوماً عن إبراز مواقفها السياسية كلما كان هناك عدوان ضد الشعب الفلسطيني، ولا أدل على ذلك من موقفها من العدوان على غزة، حيث جاءت مبادرتها بعقد لقاء قمة إسلامي، اتفق فيه المجتمعون على تشكيل وفد من وزراء الخارجية برئاسة وزير خارجية المملكة، يزور الدول الكبرى المؤثِّرة، ويشرح لها أبعاد حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل، بأمل كسب مساندتها ضد هذا العدوان الغاشم.
* *
وها هي المملكة وإثر قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة تؤوي المئات من الأطفال خلال أداء المواطنين لصلاة الفجر، حيث استشهد أكثر من 100 مواطن في مدرسة التابعين، تسارع إلى التنديد بهذا العمل الجبان ضمن الموقف السعودي الرافض لهذا العدوان غير المبرر، وتعلن وزارة الخارجية بأقوى وأشد العبارات، في بيان لها عن قيام إسرائيل بهذا الهجوم المروّع، ضمن حرب الإبادة التي تواصلها ضد الشعب الفلسطيني دون تفريق في قطاع غزة.
* *
الموقف السعودي ثابت، موقف ركائزه دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود عام 1967م، وتمكين الشعب الفلسطيني من إدارة دولته المستقلة القابلة للحياة، تحقيقاً لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية، وحق الفلسطينيين في حياة حرة كريمة، بعيداً عن الاحتلال وجرائمه، وهو ما ترفضه إسرائيل، ولا تجد من داعميها من يمارس الضغط عليها لتجنب المزيد من تفاقم الأوضاع المأساوية في المنطقة.
* *
وفي ظل هذا الوضع المأساوي، فإن على العالم بدوله ومنظماته ومؤسساته، وكل المحبين للسلام والأمن والاستقرار، أن يقوموا بدورهم ومسؤولياتهم في إلزام إسرائيل بالتخلي عن سياسة العدوان، ومشروع احتلال كل فلسطين، وأن عليها أن تتجه نحو الحوار البناء وصولاً إلى قيام الدولة الفلسطينية، تطبيقاً لحل الدولتين.
* *
ومن المهم عدم التركيز على تحرير الرهائن لدى حماس، دون إشراك ذلك بتحرير الرهائن لدى إسرائيل، وأن يصاحب ذلك إيقاف العدوان على غزة نهائياً، والتوجه نحو حوار يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية، وبدون ذلك فلن تنعم إسرائيل والمنطقة بالأمن والاستقرار، ولن يكون هناك سلام ما بقيت إسرائيل متشبثة باحتلالها للأراضي الفلسطينية، ومواصلة قمعها للشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت سطوة الاحتلال.