يعقوب المطير
صدم الشارع الرياضي السعودي بالمشاركة السعودية الضعيفة في أولمبياد باريس 2024 بعدم تحقيق أي ميدالية للرياضيين المشاركين في الأولمبياد، على الرغم من الدعم اللا محدود من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد للقطاع الرياضي.
وعلى الرغم من دعم الأولمبياد السعودي الذي أقيم أكثر من مرة في الأعوام الماضية وفتح أكاديمية مهد للرياضيين والمبدعين، والمكافآت الضخمة التي صرفت للفائزين في الأولمبياد السعودي، إلا أن كل هذه العوامل لم تساعد في جلب ميدالية واحدة في أولمبياد باريس 2024.
بصراحة دعونا نسمي الأشياء بأسمائها باعتبارها فشلا ذريعا للمشاركة السعودية الأولمبية، وينبغي على اللجنة الأولمبية السعودية والبارالمبية البحث عن أسباب الفشل في أولمبياد باريس 2024 وإيجاد حلول جذرية لكيفية الحصول على الميداليات الأولمبية، ليس من المنطق دولة بحجم المملكة العربية السعودية تقدم دعما لا محدود للقطاع الرياضي وتكون المخرجات بلا ميداليات، وترتيب ضعيف في جدول ترتيب ميداليات الأولمبياد 2024، هذه دلالة على وجود مشكلة حقيقية تحتاج لوضع النقاط على الحروف.
أول حل لها هو الاعتراف بوجود مشكلة وتغيير الآلية المتبعة حاليا من برامج ومسؤولين وقياديين وفكر ومناهج تعمل بها الآن، والاستعانة بخبراء وأكاديميات من دول تصنيفها عالٍ وترتيبها في قمة ميداليات الأولمبياد مثل الصين التي حققت 90 ميدالية منها 39 ميدالية ذهبية والولايات المتحدة الأمريكية التي حققت 122 ميدالية منها 38 ميدالية ذهبية، والآن التحقت دولة أستراليا في قمة جدول ترتيب أولمبياد باريس 2024 التي حققت 50 ميدالية منها 18 ميدالية متفوقة على دول مثل اليابان وروسيا، دولة أستراليا التي تقدمت بشكل مفاجئ في قمة الدول، قامت بصناعة الرياضيين من خلال إنشاء معهد AIS في أستراليا بوضع بنية تحتية للرياضيين وكذلك الابتعاث لجامعة لويزيانا الأمريكية المتخصصة في البرامج الرياضية المتخصصة ومخرجاتها رياضيون حققوا ميداليات ذهبية مثل البطل السويدي أرماند الذي حقق الميدالية الذهبية في القفز بالزانة لارتفاع 6.25 متر الذي درس بهذه الجامعة، وكذلك الاهتمام بالمدارس واكتشاف المواهب من أعمار مبكرة مثل ما تقوم به الصين، ووضع لجان مختصة بمراقبة الأداء الرياضي، ووضع برامج Grossroots.
ليس عيباً أن نتعلم من دول سبقتنا في مجال الأولمبياد ونستفيد من الدروس الماضية، نحتاج غربلة شاملة كاملة، بقاء نفس الفكر والآلية والمناهج والأشخاص هو استمرار للفشل.. فهل من الممكن أن نرفع حصيلتنا من 4 ميداليات في تاريخ مشاركاتنا في الأولمبياد إلى 50 ميدالية في المستقبل القريب بإذن الله؟ وضع الأهداف والسعي لتحقيقها هو أول تحدٍ لنا.