سهوب بغدادي
هناك العديد من العناصر الحياتية منها حالتك الاجتماعية، والمادية، ووظيفتك، والأصدقاء، وكل ما يتداخل في تلك العناصر المتغيّرة، وأشدد على كون الأخيرة غير ثابتة لأُمهّد لفكرة المقال التي تتمحور حول وهم نهاية التاريخ، إذ يعتبر وهمًا «انحيازًا» نفسيًا، و«يعتقد فيه الأفراد من جميع الأعمار أنهم شهِدوا تطورات على صعيد الذات وتغيّرات في الأذواق حتى اللحظة الآنية، مع الاعتقاد أنهم لن يشهدوا نموًا أو تغيرًا مستقبليًا آخر يضاهي الذي سبقه»، ففي حال كنت تعتقد أن نسختك الحالية هي آخر ما ستصل إليه سواء كانت إيجابية بشكل كبير أم سلبية أو رمادية وتتطلب بعض الأمور لتضفي عليها رونقًا، فكلها قابلة للتغيير والتبديل، فمن كانت حياته تفتقر للعلم أو المهنة أو المال، وما إلى ذلك، فلن يبقى الحال على ما هو عليه، ويظل هناك معيار التغيير المتصاحب مع مرور الأيام، مما يبعث الأمل في نفس الشخص، في المقابل، قد يقع البعض في فخ وهم نهاية التاريخ حين الوصول إلى المراد من وظيفة، منصب، شهرة، نجاح ... إلخ ظنًا منه أنه ملك الدنيا، ويتفاجأ بعدها بانقلاب الحال، مما لا شك فيه أن الجميع يختبر الحالتين وما بينهما من تقلبات وتغيرات، حتى ذلك الشخص المتشائم الذي يجيب مرارًا عند سؤاله عن أحواله «على حطة يدك» هناك تغيرات متناهية الصغر وتعد إيجابية، إلا أن النفس تتوق إلى الأحداث الكبرى والتغيرات الجذرية التي تناقض أو تطمس كليًا ما سبقها، إن هذا المعيار الذي أوجده كل من دانييل جيلبرت وجوردي كوادباك في عام 2011 يعطي مفهومًا مختلفًا لما يحدث لك وما ستختبره لاحقًا، من خلال علمك الكامن ألا شيء راسخاً بالكلية وحتمياً بالتأكيد، دون زعزعة تعتريه من الزمان وما فيه، في الختام، قد لا يكون الختام! ونقول «ليست نهاية العالم» يومك السيئ، نتيجتك المخيبة للآمال، الشخص الذي أفلت يدك وسط خناق الزحام، فأغلب ما تقلق منه الآن لن يستحق ذلك في المستقبل، إذا طبقت هذا المعيار ستنزع أحمالًا لطالما أثقلت عاتقك دون فائدة، هناك قاعدة جميلة تسمى 5×5 مفادها: إذا كان الأمر لن يهمك بعد خمس سنوات، فلا تقضي أكثر من خمس دقائق في القلق منه.
مرحى للبدايات الجديدة