عبدالله إبراهيم الكعيد
في خبر تناقلته وكالات الأنباء العالمية دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال مكالمة هاتفية مصورة مع مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، إلى السماح لكل دولة بأن تنتهج مسارها وفق ظروفها الخاصة، وانتقد الدول التي تلقي محاضرات وعظات حول حقوق الإنسان وتقوم بتسييس القضايا.
مثل هذا الكلام قاله كثيرون غير الرئيس الصيني لأن دول الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية تفتح ملف حقوق الإنسان متى ما أرادت هي، خصوصاً حين يكون لها أهداف معينة ووقتما تشعر بتهديد مصالحها أو مصالح ربيبتها إسرائيل. أوضح مثال على ذلك خوفهم من الصين هو ما يدفعهم دائماً للتلويح بملف حقوق الإنسان.
بلادنا مثلها مثل الصين يزعجهم صعودنا نحو المنافسة العالمية في التأثير السياسي والاقتصادي؛ لهذا نتعرض للنقد في قراراتنا وأحكام القضاء لدينا، ويستخدمون تبعاً لذلك الملف المتهالك «حقوق الإنسان»، رغم أننا وبلا مبالغة لو قارنا بين ما يتمتع به الإنسان أياً كان جنسه أو عرقه أو دينه في بلادنا المملكة العربية السعودية وبين بلدان من يصنفون أنفسهم حُماة «حقوق الإنسان» لصفعتهم الحقيقة.
ما حدث أثناء جائحة كورونا وكيف تعامل أهل حقوق الإنسان مع إنسانهم أقصد مواطنيهم وكيف تعاملت حكومة بلادي بتوجيه من الملك سلمان بشعار «الإنسان أولا» يتضح الفرق الشاسع لصالحنا. لم تأت تعليمات أن السعودي أولاً. كنت أنا كاتب هذه السطور أقف في الطابور بعد جنسيات مختلفة قد اصطفّوا لنيل الرعاية الصحيّة كما أنالها أنا ابن هذا الوطن لا فرق.
الوافد لبلدي أياً كانت جنسيته أو عرقه أو ديانته يقف في دعواه ضد ابن الوطن أمام القضاء نداً بندٍ. شامخاً بدعواه فيما لو كان على حق. لن يجرؤ المواطن على المطالبة بتفضيله على غيره أمام القانون. هل هذا يكفيكم يا دعاة حقوق الإنسان؟
قولوا للعالم إن كنتم صادقين عن التفرقة العنصرية في بلدانكم بدلاً من إلقاء محاضرات وعظات حول حقوق الإنسان. حدثوا العالم عن المجازر التي ترتكبونها ليل نهار في حق الأبرياء في فلسطين وفي أفغانستان والعراق وبعض بلدان أفريقيا. ثم عودوا لأرشيف أخباركم وتعرّفوا على خدمات مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية. هل في ملفاتكم مثل تلك الاعمال الاغاثية البعيدة عن خبثكم ودسائس أجنداتكم. أليست حقوق الإنسان تكمن في إنقاذ حياته وصيانة كرامته وتقديم الرعاية الطبية له دون دعوته لاعتناق دين أو القيام بأعمال تتنافى مع ما نشأ عليه.
لم نسمع في يوم أن جائعاً شبع من مجرد شعارات برّاقة ولا مكلوماً ارتاحت روحه من خطبة قالها سياسي مخادع. ولم يعد حق لأصحابه جرّاء مظاهرة تم التعاطف مع دعوات قطيعها لساعات. الأفعال الإنسانية التي تصون كرامة البشر وتحفظ دماءهم وأعراضهم وأموالهم وقبلها أمنهم هي ما يحتاجونه وليس ملفاً متهالكاً مكتوباً بحبر المستعمر يفتحه قاطن البيت الأبيض متى ما أراد.