فضل بن سعد البوعينين
نجت دول الخليج من فتنة تنظيم الإخوان، وأدواته المنظمة، وتمكنت، بفضل الله وحكمة قياداتها، وولاء شعوبها لأوطانهم وحكامهم، من إفشال مخططات الإخوان التي رسمتها لهم دول غربية حاقدة، جعلت من تدمير الدول الخليجية هدفا لها.
مرحلة خطرة مرت بها دول الخليج، وخرجت منها سالمة، أكسبتها خبرات عميقة في مواجهة التهديدات الخارجية، وإدارة الأزمات، وتجنيب شعوبها تداعيات التجاذبات السياسية، والحزبية، وحمايتهم من الجيوش الإلكترونية، والمخططات الإستخباراتية، التي سعت بكل ما أوتيت من قوة لزعزعة أمن الخليج، وتجييش الشعوب، وأدلجتهم، وتسخير وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافهم الشيطانية.
شكلت وحدة الشعوب الخليجية، في مرحلة الاستهداف الأولى قوة دفاع أمام الهجمات الإلكترونية، والخطط والبرامج الاستخباراتية، ما دفع أعداء الأمة لمحاولة استهدافها، والتأثير عليها لضمان نجاح مخططاتها مستقبلا.
تعمل دول الخليج، برغم التحديات، على تعزيز التنمية وتحقيق أمن واستقرار المنطقة، وتوفير متطلبات التكامل الاقتصادي، والربط بين دولها كمنظومة واحدة، وتحفيز الإستثمار من خلال شراكات نوعية في مشروعات استراتيجية كبرى، وتؤمن في الوقت عينه، بأن النجاح المتحقق لأيٍ من دولها ينعكس إيجابا على الدول الأخرى. لا يتوقف الأمر عند ذلك، بل تسهم فيما بينها، بتوفير الدعم المناسب للبرامج التنموية، والاستضافات الدولية، وتتشارك فيما بينها بعوائد النجاح الذي يمكن أن يعم خيره الجميع.
يمكن لدول الخليج أن تتقاسم القمة، وإن تنافست فيما بينها، فالمنافسة من أدوات التحفيز على الإبداع والتنمية الاقتصادية ومواكبة المتغيرات العالمية، وتحقيق متطلبات النهضة الحضارية التي تصبو لها الشعوب.
من حق الشعوب الخليجية التباهي بمنجزات دولها، غير أنها مطالبة بالإلمام بمخاطر الشبكات الإلكترونية التي تنشط فيها الجيوش الإلكترونية الإستخباراتية، والتَبَيِّن من الحسابات الوهمية التي تنثر سمومها بين الأشقاء لإشعال الفتنة، ونشر الكراهية، و تقتضي الحكمة التزام الهدوء، والتبَيِّن لِوأد الفتنة وإغلاق أبوابها أمام الدُخلاء من عملاء الإستخبارات الأجنبية، والحاقدين، والمتربصين شرا بالشعوب الخليجية ودولها.
قد تقتضي الحاجة في بعض المواقف غض الطرف عن الأخطاء لتحقيق المصلحة العامة، وانتهاج طرق عملية لمعالجتها بعيدا عن المواجهة التي تعمل على تغذيتها حسابات مجهولة من خارج المنطقة.
هناك حسابات وطنية تعمل باحترافية من أجل مصلحة الخليج، والدفاع عن دوله، وفضح الحسابات الوهمية التي تستخدم معرفات بأسماء خليجية لتعظيم قدراتها على نشر الفرقة بين الأشقاء، غير أن كم الحسابات المعادية يفوق قدرتها على المواجهة ما يتطلب وجود عمل خليجي مشترك لحماية الفضاء الإلكتروني من بذور الفتنة التي توشك أن تؤثر سلبا في النسيج المجتمعي.
نجح قادة الدول الخليجية في إحداث أعظم تنمية في المنطقة، واستثمروا إيرادات دولهم في بناء الإنسان والمكان، ومقوماتها في صناعة المستقبل، وتوفير الأمن والاستقرار، وتعزيز مكانتها بين دول العالم، وهو نجاح مُستمد من وحدة الشعب الخليجي، ووقوفهم خلف قياداتهم، وتشكيلهم لقاعدة الأمن الوطني والإستقرار والتنمية، ما يستوجب تعزيز ممكنات النجاح، وحمايتها من الدخلاء والأعداء، والبعد عن مكامن الفتن، وأسباب الفرقة، والكراهية بين الشعوب.
المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه حذر في تغريدة على منصة (X) من «حسابات وهمية» في مواقع التواصل الاجتماعي تزرع الفتنة وتسبب المشاكل بين السعوديين وأشقائهم من الدول الخليجية الأخرى. وأكد بأن «نجاح أي شخص أو بلد في الخليج هو نجاح للخليج كله».
وهي حقيقة ناصعة يجب أن يُدركها الجميع، خاصة أولئك الذين لا يميزون بين الحسابات الوطنية، وإن استخدم بعضها أسماء رمزية، وبين الحسابات المندسة التي تثير الفتنة وتؤلب الشعوب الخليجية على بعضها البعض من جهة، وعلى قياداتها ومجتمعها من جهة أخرى.
تتميز المجتمعات و الشعوب الخليجية الأصيلة بالطيبة وحب الخير للجميع، وتسهم بفاعلية في إنجاح برامج التنمية من خلال استثماراتهم، و مشاركاتها الفاعلة، وزياراتهم السياحية في عمان والإمارات والبحرين وقطر والكويت والسعودية، وهي زيارات محفزة للمستثمرين والمشروعات السياحية والتنموية عموما.
يشكل التنوع السياحي والترفيهي الخليجي منظومة تنموية متكاملة تخدم سياح الداخل والخارج، وتسهم في تعزيز التنمية ورفع جودة الحياة وخلق الفرص الوظيفية والإستثمارية الصغيرة والمتوسطة، ومن المهم دعمها والحث على الإستفادة منها، ودعم الحكومات الخليجية لمواصلة العمل التنموي والتنافس فيما بينهم للتميز، ومنافسة الوجهات السياحية العالمية وضمان توطين الإنفاق السياحي في الخليج دعما للاقتصادات الوطنية.
ومن المأمول من الجهات الرسمية المعنية بضبط الفضاء الإلكتروني متابعة الحسابات الوهمية، وحسابات الفتنة وحجبها، والمسارعة لوقف موجة التأليب والمواجهة وعمليات نشر الكراهية، بالوسائل التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، وبما يحقق أمن وسلامة المجتمعات الخليجية، وحمايتها من المخططات الاستخباراتية المدمرة.