تمكَّن مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي، من إجراء عملية جراحية ناجحة، لزراعة حالب مصنع من أنسجة المثانة، لمريضة في الخمسين من عمرها عانت من أعراض حادة لتليّف الحالب الأيمن وانسداد والتهاب غير مستجيب للعلاج.
ذكر ذلك د. طارق الزهراني استشاري جراحة المسالك البولية، رئيس الفريق الطبي. وأضاف أن المريضة راجعت المستشفى وهي تشتكي من مجموعة أعراض حادة، أبرزها الألم والغثيان والقيء، والحمى وصعوبة في التبول، وبالاطلاع على تاريخها المرضي تبيَّن أن معاناتها بدأت بعد عملية أجرتها في مستشفى آخر لإزالة حصوة في الحالب، لكن لم تتم إزالة الحصوة بالكامل، الأمر الذي ترتب عليه إجراء عملية ثانية، لكنها أيضاً لم تكن موفقة ونتج عنها إصابة الحالب بضرر وثقب، فأجرى المستشفى لها عملية ثالثة عبر المناظير السفلية، لكنها أيضاً سببت ضرراً بليغاً بالحالب أدى إلى انسداده بشكل كامل لاحقاً، فوضع المستشفى لها أنبوب خارجي لتصريف الكلية من الظهر.
وأضاف د. الزهراني أن الفريق الطبي أخضع المريضة لفحوصات طبية دقيقة، أظهرت نتائجها وجود انسداد كامل، وتليّف بالجزأين العلوي والسفلي من الحالب، إضافة إلى التهاب بكتيري حاد وغير مستجيب للعلاج الدوائي، فتمت زراعة دعامة في موضع التليّف والانسداد كحل إسعافي مؤقت للتخلص من الأنبوب الخارجي الذي كان يسبب مضايقة كبيرة للمريضة، ولتخفيف حدة الالتهابات وتخفيف الضغط على حوض الكلية والحالب. وقال إن الفريق الطبي أخضع الحالة لنقاش مستفيض للوصول إلى خطة علاجية تنهي معاناة المريضة، وخلص في النهاية إلى أن بناء حالب جديد وزراعته هو الحل الأمثل، وبالفعل تمت إزالة الحالب المتضرر وأخذ جزء من مثانتها التي كانت لحسن الحظ كبيرة، وبناء حالب بديل من المثانة وتوصيله بالكلية، واستمرت العملية لمدة «4» ساعات، وتكلَّلت -ولله الحمد - بالنجاح التام، وتحسنت حالتها وغادرت المستشفى بعدما تخلصت من كافة الأعراض، وبيّنت الفحوصات اللاحقة أن الحالب الجديد يقوم بوظيفته الحيوية في تصريف البول من الكلية إلى المثانة بصورة طبيعة.
ووصف د. الزهراني العملية بالمعقدة موضحاً أن جاهزية مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي، وتمرس الفريق الطبي ساهما في نجاحها، وتجنيب المريض الكثير من المضاعفات الصحية الخطيرة.