محمد العبدالوهاب
حدث استثنائي بالنسبة إلي، عشته مع أولمبياد باريس من حيث الإثارة والتشويق والتنافس الكبير بين أمريكا والصين كل منهما يحاول احتضان المزيد من الميداليات الذهبية، بل إن المثير يكمن بتصدر الصين نهاراً، وتختطف أمريكا الصدارة منها مساءً، ومنذ بداية المونديال حتى نهاية يومه الأخير، الذي أسفرت عنه تعادلهما بتحقيق الميداليات الذهبية بواقع 40 لكل منهما، لتحقق الصدارة والبطولة أمريكا فارق المجموع العام من فضية وبرونزية، بينما كانت المنتخبات العربية (كالعادة) تكتفي بمتعة المشاهدة والمشاركة، باستثناء حصولهم على ثلاث ميداليات ذهبية - لحفظ الوجه - اثنتان منها للبحرين والأخرى جزائرية.
أقول: لعلنا نترقب ردود الفعل على مشاركتنا في هذا الأولمبياد، وكلنا أمل بإحداث نقلة تصحيحية في إعادة وصياغة الكثير في هيكلة الاتحادات الرياضية، وبفكر رياضي قادر أن يفرّق ما بين المنافسات القارية والأولمبياد من حيث البناء والإعداد بصناعة رياضة حقيقية وفق رؤية وإستراتيجة، فالمتابع والمشاهد لرياضتنا ومشاركاتها في الأولمبياد يدرك أنها عقود زمنية طويلة مرت وتعاقبت على أجيال بهذه الألعاب دون أن نحقق من خلالها أي ميدالية ذهبية! وها هو اليوم الذي يُعيد فيه التاريخ نفسه من جديد بأولمبياد قادم في 2028م في دولة شهدت ميلاد أول تأهل لرياضتنا فيه للمونديال 1984م في لوس أنجلوس، وأتمنى أن لا يكون الطموح فيه كما كان في زمنه المشاركة وكسب الخبرة، بل بالمنافسة والتربع على عرش الصدارة.
معسكرات يكشفها السوبر
من غير اتفاق مسبق بينهم.. أجمعت بعض فرق دوري روشن على خوض مباريات ودية مع كبار الفرق الأوروبية، وبصرف النظر عن المستويات والنتائج تظل وبكل الأحوال مفيدة وتساهم في تطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم وإمكانياتهم الفنية الكاملة والنجومية والتي تصب أولاً في مصلحة منتخبنا وتمنحهم دفعة معنوية بالمتعة والندية لخوض الموسم الرياضي الجديد الذي انطلق بالأمس عبر بوابة أولى مسابقاته (السوبر) وبأولى مواجهاته التي جمعت الهلال والأهلي البارحة، والتي أجزم أنها هي الأقوى من حيث الإثارة المشوقة التي تعيد لنا ذاكرة التاريخ لقاءتهما القديمة، وبالمقابل سيكون اللقاء المرتقب مساء اليوم الذي يجمع النصر والتعاون والذي يطمح من خلاله جماهيرهما عودتهما مجدداً لساحة البطولات، ويبقى السؤال: يا ترى من سيكون له كلمة الحسم والتفوق بنيل أولى المسابقات بهذا الموسم الجديد وبالتالي يكون المستفيد الأكبر من المعسكر؟ تمنياتي للفرق الأربعة بالتوفيق في الموسم المحلي وبالاستحقاق الآسيوي القادم.
آخر المطاف
قالوا: صناعة الرياضة كالآلة الحاسبة؛ ناتج مخرجاتها هو حاصل مدخلاتها.