دهام بن عواد الدهام
الحديث في هذه الأيام عن دورة الألعاب الأولمبية وقد خرجنا منها خالي الوفاض وصفر اليدين.. هنا أنقل مشاعر إحباط تكتسينا.. حين طرح سمو سيدي ولي العهد -حفظه الله- رؤية 2030 يدرك الطموحات من خلال تحقيق أهداف هذه الرؤية، جودة حياة ورقي بالمجتمع ووضع البلاد في المكان اللائق بها إقليمياً وعالمياً ليس في مجال واحد فقط وبما نملك من الركائز والمقومات أن تكون مختلفة وفارقة في كافة القطاعات.. صارعنا دولاً عريقة حتى انتزعنا ملف إكسبو 2030.. تبعها عمل دؤوب من القيادة فزنا باستضافة كأس العالم 2034. مملكتنا ليست جمهورية موز كما قال معالي الوزير عادل الجبير.. مع احترامي لهذه الكيانات وأمثالها من دول ممن توجوا بالميداليات الأولمبية ودول فازت أحياناً لا نجدها على الخريطة.. إنني على ثقة أن قيادتنا الرشيدة لم تبخل بمال وذللت كل العقبات على أجهزتنا الرياضية في المحافل الإقليمية والدولية.. الرياضة اليوم صناعة ننقل من خلالها صورة البلد العظيمة في مصاف الدول المتقدمة بتاريخ 12 سبتمبر 2022 كتبت في هذه الجريدة الغراء عن المجال الرياضي وعناية واهتمام الدولة -رعاها الله- وعن الخطوة الجبارة التي قامت بها المملكة بالاندماج مع أكبر هيئة رياضية خاصة بلعبة الغولف في أمريكا هذه الرياضة العالمية وتهيئة البيئة المناسبة لاستضافة أرض المملكة دوراتها وبطولاتها وكان بالأمس سمو ولي العهد الأمين يبارك ملف المملكة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم.. مع كامل التقدير والاحترام لأجهزة ومسؤولي وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية.. بالتأكيد أن هناك أخطاء لكنها لم تُدرس بالشكل الصحيح وتفادي تكرارها في هذه الدورة نحن لا نشك في إخلاصكم وحرصكم على رفع اسم المملكة لكن واقع النتائج يتطلب وقفة صريحة ومصارحة لما آلت إليه نتائج الفرق السعودية في هذه الدورة.. وحتى إقليمياً وقارياً بعض النجاحات هي اجتهادات فردية أو أندية مع أنها تحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي لتحقيق النتائج وكسب البطولات.. والتجارب أمام الجميع واضحة، لست خبيراً فنياً لأقول لكم أين مواقع الأخطاء لكنني المواطن الغيور الطموح أن أرى نتائج تواكب طموح قيادتنا الرشيدة وعلم بلادي يرفرف فوق المنصات الأولمبية والدولية، يا سادة فوزنا على الأرجنتين في كأس العالم الماضية وفر سنين من الجهد والعمل لنشر اسم المملكة عالمياً لكنه لا يكفي حتى وإن أبدعت بعض الفروالأندية في المنافسات الدولية والقارية، هذا لا يكفي نحن لا نحلم.. نحن نخطط ونحقق دولتنا أعطت وذللت كل الصعاب.. يبقى السؤال عن هذا الإخفاق ينتظر الجواب.. ويبدو أن السؤال ليس جديداً فقد سمعت تصريحاً لأحد لاعبي ألعاب القوى السابقين حين تحدث بحسرة عن ما تعانيه هذه الرياضة).. أما تصريح أحد مسؤولي اللجنة الأولمبية على منصة x بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية الحالية ففي اعتقادي (ورغم ما لاقته هذه التغريدة من بعض ممتهني الإعلام الرياضي من تأييد!) إلا أنها تبقى تبريراً لهذا الإخفاق المؤلم غير مقنع ولا يرضينا كسعوديين.. طموحنا وأملنا لا حدود له.
المشروع الرياضي الخاص بكرة القدم أتمنى أن لا تصيبه عدوى الألعاب الأولمبية.. منتخباتنا الوطنية السنية والأولمبية والمنتخب الأول من الملاحظ أنها لم تستفد بشكل كامل من النقلة النوعية في أندية روشن بعد استقطاب الأسماء العالمية وبهذا العدد فقد الشباب والصغار والناشئون فرص المنافسة الجادة من خلال دوري روشن، لم يسلط الاهتمام بالدرجة الكافية على دوريات أندية الدرجة الأولى والثانية وتشجيع مواهبها كي تكون ذخيرة للمنتخبات الوطنية.. نحن مقبلون على استضافة الحدث الأكبر في كرة القدم 2034 وربما أكثر من 80 % من لاعبي روشن الحاليين من السعوديين لن يشاركوا في هذه البطولة ولا بد من التركيز على العناصر السنية من 12-18 سنة إن أردنا مواكبة طموح قيادتنا الرشيدة. أنا لا أقيم تجربة الأندية باستقدام اللاعبين الأجانب لهذا العدد لكن على مسيري المشروع دراسة هذه التجربة الأولى ومن خلال تأثيرها المتوقع على منتخباتنا الوطنية والتي هي اليوم بحاجة إلى عناصر مبدعة في كافة المراكز.. كثير من اللاعبين الممثلين لمنتخباتنا بمستوياتها المختلفة أخفقوا في التفوق على المنافس لعدم وجود اللاعب المتمرس بالتجربة الجادة حتى وإن كان بعض منهم يتمتع في القدرات والمهارات، الخبرة والتجربة والممارسات الفعلية هي من تصقل مهارات اللاعب نعم وجود لاعبين عالمين وأسماء كبيرة نقلت دورينا إلى العالم وأصبحنا محطة أنظار وسائل الإعلام والرياضيين من الشرق ومن الغرب لكن هذا لا يكفي، طموح قيادتنا بأن تكون منتخباتنا في الطليعة وعلى المنصة الإقليمية والقارية والعالمية.
ختام
إلى وزارة الرياضة ومسيري المشروع الرياضي.. النجاح مطلب ويرفع الرأس لكن سوء تدبير بعض إدارات الأندية بالاستقطابات من مدربين ولاعبين ومن ثم الاستغناء عنهم وفسخ عقودهم كلّفت الخزينة ملايين الريالات وبجرة قلم ومزاج هذا وذاك نستغني عن لاعب أو مدرب ونتحمّل شروطهم الجزائية.. من أجل الوطن.. ضعوا حداً لهذا العبث.