ميسون أبو بكر
سأتناول في مقالي هذا أصداء التغريدة التي غرد بها المستشار تركي آل الشيخ وحازت تفاعلا كبيراً في تويتر قبل أيام حول السياحة في المملكة والخليج، وتجربته في أمريكا وأوروبا، حيث لخصت التغريدة ما كتبت في عدد من المقالات عن الفارق بين السياحة في المملكة والسياحة في القارة العجوز وأمريكا، والحياة بينهما من خلال تجربة وإقامة استمرّت لعامين.
نعم، نستطيع أن نقول ونحن متأكدون تماماً أن الحياة في الخليج ذات جودة عالية.. ميسرة وسهلة، وهناك خدمة في كل مرافقها وعمالة تعمل بعقود عمل تلزمها بالاستمرار، كما أن الشباب والشابات السعوديين حظوا بفرص عمل كثيرة ومجالات أتيحت لهم وهم متحفزون للعمل والكسب والاعتماد على النفس، وهم خير واجهة في مرافق سياحية كثيرة يحب السائح أن يلتقي فيها بأبناء البلد؛ فهم أكبر دليل سياحي لبلدهم وسفراء عن ثقافة وطنهم.
الأجواء الحارة في العالم وانتقال عدوى الحرّ إلى أوروبا وأمريكا جعل السياحة صعبة في ظل عدم توفر وسائل تكييف، كما وجدنا أنه من الصعب جدا أن تتنقل في أجواء الرطوبة والشمس الحارة، ونحن شعوب تحب الأناقة في الهندام وننشد الخدمة الراقية التي لا نجدها هناك لأسباب كثيرة، منها اعتماد الفنادق والمطاعم على الطلبة العاملين فيها والذين ليس لديهم الخبرة الكافية ويعملون لفترات قصيرة في إجازاتهم، كما ساعات العمل القليلة المصرح بها للعمالة الآخرين، وإغلاق الأسواق باكرا، بل بعض المدن والقرى تكاد تخلو من أهلها في الشهر السابع والثامن من السنة، وأتذكر انني كنت في منطقة سياحية من الدرجة الأولى وشعرت أني في بلاد الأشباح لا محال ولا مطاعم، كان هناك مطعم وحيد لكنه بحجوزات مسبقة، ولم أكن حجزت لأنني متعودة في المملكة أن أجد عددا من الخيارات المتوفرة على مدار الساعة، ولو أن معك مريض سكر ولم يكن في جيبك ما تسعف انخفاض السكر به لشقيت ولم تجد متجراً أو مطعما لتسعفه بكوب عصير أو وجبة سريعة.
المتاجر الفخمة والسينمات الحديثة والمطاعم الرائعة المحلية والعالمية والشوارع المرصفة والمناطق الخارجية التي لا تخلو من تكييف صحراوي أو رذاذ لتلطيف الأجواء والمواصلات المتوفرة على عكس شحها في الخارج كل هذا يجعل السياحة ناجحة وتفوق الغرب، كما نعمة الأمن والأمان حيث تنسى سيارتك بدون قفلها أو هاتفك على طاولة مقهى وتعود لتجده، أو طفلك يلعب في مكان ما بعيدا عن نظرك ويعود اليك بأمان.
قالها لي رجل حكيم.. حتى فلوسك ما تخدمك في تلك الدول التي لا تمتاز بخدمة جيدة والتي يُعرف بعض أهلها بالفجاجة، وعدم تقبل الآخر.
من الممتع أن تسافر ومن الجميل الاطلاع على ثقافة الآخر والمعرفة واكتناز المعلومات والخبرة التي يكتسبها الإنسان من الالتقاء بالآخر، لكن سياحة الصيف وفي هذه الاجواء أفضّل شخصيا أن أرتب لسياحة في الطائف أو أبها أو نشاطات وفعاليات في العاصمة الرياض والاستمتاع بحضور إحدى حفلات مطربة أو مطرب أتوق لسماعه، ثم متابعة فيلم في إحدى دور السينما الفخمة أو زيارة أصدقاء في دبي أو البحرين أو حضور مهرجان في الأردن، حماها الله الآن من اجواء مشحونة.
صيفنا انتهى.. عوداً حميداً.. وتخطيط للسنة القادمة محفوف بالنجاح وحسن الاختيار.