د. عيسى محمد العميري
في كل يوم تخرج علينا المملكة العربية السعودية بجديد يبهرنا ويجعلنا نفخر بوجود مثل هكذا قيادات رائدة في المملكة تثبت الرؤية الصائبة لها.
رؤية ثاقبة لها نصيب مهم على صعيد الخريطة التكنولوجية العالمية ومتقاطعة مع التنافس والسباق بين دول العالم لتحقيق موقع متقدم على تلك الخريطة.
ما خرجت علينا به اليوم المملكة يتمثل في التوجه نحو اعتماد المدن الذكية والعمل على تذكية المدن العادية والحضارية (إن جاز التعبير) وتقاطعاً مع رؤية المملكة للعام 2030 الذي يتجه إلينا بسرعة فائقة، وجنباً إلى جنب مع توجه التحول الرقمي والاستفادة من الذكاء الصناعي الذي أصبح واقعاً مفروضاً شئنا أم أبينا.
وعلى سبيل التنويه فقط نقول ان الميزانيات التي ترصدها الدول وخاصة المتقدمة منها للذكاء الصناعي نجد أن تلك الميزانيات بمبالغ ضخمة تناسب الحدث، والأمر الذي يؤكد التوجه الدولي للذكاء الصناعي الذي يعطي الانطباع الطيب بأن جهود المملكة تسير في اتجاه تحسين حياة الفرد والمجتمع، عبر تمكين الجهات الحكومية من إدارة المدن الذكية، وبالتالي فإن تلك الجهود في هذا الجانب أثمرت عن خمس مدن سعودية ضمن مؤشر (IMD) العالمي للمدن الذكية لعام 2024م، الذي يقيس مستوى التطور الفعلي للمدن الذكية في جميع أنحاء العالم.
وفي هذا الصدد وضمن سياق الحديث عن توجه المملكة للذكاء الصناعي وإنشاء المدن الذكية. نجد اليوم وعلى رغم حداثة التوجه في الذكاء الصناعي أن عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض احتلت المركز الخامس والعشرين في العالم مع عدم اغفال ترتيب المدن الأخرى في المملكة.
وهذا السبق بالتالي هو محل تقدير وإعجاب منا كخليجيين في تلك التطورات المهمة على صعيد منطقة الشرق الأوسط.
من ناحية أخرى فإن إدراك القادة في المملكة يدركون آفاق المستقبل فيما يخص إنشاء المدن الذكية والتوجه نحو الذكاء الصناعي، حيث إن المرحلة المقبلة في المدن الذكية هو أمر حيوي لمعالجة الزيادة السكانية والنمو المتسارع والرغبة في الهجرة للمدن.
وهنا لابد من الإشارة إلى احصائيات وتقارير الأمم المتحدة حول انفاق الدول على المدن الذكية والعمل على تطويرها لاستيعاب هجرة السكان المعاكسة للمدن الكبرى واختيار المدن الذكية.
وتوجه الدول لتعزيز رفاهية المواطن وتقديم خدمات حضرية مميزة، وتهيئة بيئة مناسبة. والله ولي التوفيق.
** **
- كاتب كويتي