بدر عبد الكريم السعيد
المحمية الطبيعية هي مساحة من الأرض تُخصص للحفاظ على الموارد البيئية المتجددة وتطبيق النظم الجيدة لاستغلالها والعمل على إدارتها لأسباب بيئية مختلفة وتُشكل المحميات الطبيعية موطنًا لآلاف الأنواع من النباتات والحيوانات، النادرة والمهددة بالانقراض كما يتم نشر الوعي بين الناس حول أنواع هذه الحيوانات وطرق حمايتها وللحد من الصيد، والرعي الجائر، ومنع الاحتطاب ولزيادة الغطاء النباتي وحمايته مما يستلزم الحفاظ عليها وحمايتها من التعديات الإنسانية ومن التلوث بشتى الصور، كما تساعد المحميات الطبيعية على التخفيف من الظواهر الجوية الشديدة، والآثار الناتجة عن الحركات الأرضية التي تزداد بسبب تغيّر المناخ وتحدّ من العواصف الرملية وحركة الكثبان الرملية، والنباتات الطبيعية في الأراضي الجافّة والمناطق القاحلة تساعد ايضاً في منع التصحّر، وتلعب هذه المناطق دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن البيئي، وضماناً لاستمرارية الحياة على كوكب الأرض، وتتوزع المحميات الطبيعية في أماكن مختلفة حول العالم وذلك لأهميتها العظيمة للإنسان والحيوان والنبات والبيئة، وتمتاز المملكة العربية السعودية بتنوع بيئي فريد، حيث تحتضن مناطقها الجغرافية المتنوعة من صحاري شاسعة وجبال شاهقة وسواحل ممتدة على البحر الأحمر والخليج العربي، مما جعل منها الملاذ الآمن للكثير من أنواع الحيوانات ولهجرة الملايين من الطيور، وقد اقامت العديد من المحميات في إطار سعيها للحفاظ على هذه البيئة الفريدة وتعزيز الوعي بأهمية المحافظة على البيئة الطبيعية والنباتية والحياة الفطرية وتكاثرها، وقد أعلن مجلس إدارة هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس المحميات الملكية - حفظه الله ورعاه - إطلاق الخطة المتكاملة للتطوير والتنمية للمحمية (IDMP)، حيث ستضع الخطة خارطة طريق شاملة تواكب أفضل المعايير وتغطي الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية والثقافية للمحمية التي تمتد على مساحة 24500 كيلومتر مربع، وتضم 15 نظاماً بيئياً متميزاً، من التلال الجبلية والشعاب المرجانية، في شمال غرب المملكة، وتأتي محمية الأمير محمد بن سلمان من ضمن المحميات الطبيعية الرائدة والتي تهدف الى تعزيز التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة الطبيعية وتعزيز السياحالبيئية والحفاظ على التنوع البيولوجي كما تحتضن المحمية أربعة مواقع تم إدراجها في القائمة الأولية لمواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، وتأتي الخطة المتكاملة للتطوير والتنمية للمحمية لإعادة النظم البيئية والنباتات والحيوانات إلى ما كانت عليه قبل قرن من الزمان، وقد تم اختيار 23 نوعًا من الأنواع التي تواجدت تاريخيًا في المحمية لإعادة توطينها، منها 16 نوعًا منقرضًا داخل حدود المحمية، و4 أنواع مهددة بالانقراض بشكل حرج، و3 أنواع معرضة للخطر، وكذلك النمر العربي والفهد الآسيوي والمها العربي، وتبذل المملكة جهوداً كبيرة في مجال الاستدامة والحفاظ على البيئة والتصدي لشتى صور التحديات البيئية التي يشهدها العالم، والتي تشمل الحد من انبعاثات الكربون والوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2060 وتطوير مجال الطاقة المتجددة، وإعادة التشجير وفق مستهدفات المحمية لأن تكون وجهة سياحية مشوّقة وتنوع فريد من النباتات والحيوانات وسط تضاريس صحراوية مذهلة وتكوينات صخرية شامخة ومناظر طبيعية آسرة.