محمد بن عبدالله آل شملان
أصوات خارجية، البعض منها يحمل اسماً مستعاراً، والآخر منها ما زال يحمل حقده الدفين تجاه دول الخليج العربي التي باتت على قائمة أفضلية الدول العالمية في جميع المسارات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتنموية، حيث أصبحت تلك الدول الست محط اهتمام الجميع، نظراً لما تتبعه من أسلوب نهج ومفهوم جديد كدول عربية وإسلامية، تتطلع بكل طاقاتها وإمكانياتها لوضع مسار جديد لمستقبل أجمل للمنطقة.
وفي هذا الإطار ترمي بعض الأجندات السرطانية من خلال حسابات وهمية والأخرى حقيقية، إلى الإساءة إلى دول الخليج وتشويه علاقاتها مع بعضها التي تتمتع بها، من خلال الترويج لمزاعم وهمية وإساءات بغيضة تستهدف نشر الفتنة ومحاولة إلحاق الضرر بسمعة الدول الخليجية الرفيعة على المستوى العالمي.
رئيس الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، هو شخصية فائقة الذكاء، مسؤول موهوب، من ملامحه الشديدة الحساسية، يرصد معاليه ما يدور خلف كواليس العمل المتناغم والنجاح المنقطع النظير، ومن نبرات صوته تدرك عمق الحدث، لذلك كانت تغريدات معاليه مؤخراً على منصة «إكس» ناطقة عما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي، فالتعابير في الغالب أكثر فصاحة من الكلام، ولغته في تلك التغريدات شديدة الوقع والإيقاع، تمكن بها التأشير على ما تم في تلك الحسابات، بسطور في قمة الإيجاز تحمل في ثناياها من الكثافة ما تعجز به صفحات من اللغو ورصف الجمل والعبارات التي تأخذ السامع إلى متاهات، من دون أن يحظى بالجمل المفيدة أو المعنى الذي يسير به للحقيقة، فجاءت تغريداته، وقلبت المعادلة بأسلوبها المختصر الواضح وضوح الشمس للعامة والخاصة على السواء.
ولهذا حذَّر معالي رئيس الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، مما تم تداوله في الفترة الأخيرة من تلك الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تزرع الفتنة وتسبّب المشاكل؛ لأن في نظرة معاليه أن نجاح أي شخص أو بلد في الخليج هو نجاح للخليج كله، ونجاح أهلنا وأحبابنا في الإمارات أو قطر أو الكويت أو البحرين أو عُمان هو نجاح للمملكة، والعكس صحيح.
وقال آل الشيخ في تغريداته: «أشعر بالفرحة إذا زار دبي أو الدوحة أو باقي الخليج مئات الملايين؛ لأن ذلك ينعكس على المملكة أيضًا، وإذا زار المملكة مئات الملايين فهو مصلحة دبي والدوحة والكويت والمنامة ومسقط وأبو أبوظبي وكل خليجنا الواحد»، وتابع: «المنافسة جميلة ومطلوبة؛ لأنها ترفع من المستوى والجودة، وخلال زيارتي لأي دولة خليجية أشعر أنني في بيتي وألقى كل ترحاب وكرم ضيافة، وأيضًا بيوتنا وقلوبنا مفتوحة لكل خليجي وعين فراش وعين لحاف».
بالطبع ليس بالجديد استهداف دول الخليج العربي من خلال ترويج الإشاعات والمزاعم والأخبار والتصريحات المشوهة، وهو أمر تعاني منه العديد من الدول التي تسطر النجاحات العظيمة وصاحبة العلاقات العالمية الإنسانية مع الكثير من الدول التي تحتاج للمساندة والمؤازرة، نعم هي ضريبة أن تكون دول الخليج يعيش بها الملايين من الجنسيات المتعددة بمختلف ثقافاتها والكل يعيش ويعمل تحت مظلة القانون الذي يحترم الجميع، مما يثير حقد الحاقدين ويحفز حفيظة أعداء النجاح العاطلين عن تنفيذ الأفكار والمشاريع الرائدة، والجهات الحاسدة التي تحيك الدسائس وتروج الأكاذيب والمفبركات الإعلامية المشوهة في محاولة لطمس الحقائق وتنظيم الحملات المنظمة لاستهداف سمعة دول الخليج، واحدة تلو الأخرى، التي باتت مثالاً ونموذجاً يقتدى به في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
إن الرد عليهم بالعمل الجاد والمبدع للصعود لأعلى نقطة بالقمة، والتنبه لمن يدس السم في العسل هو اختصار لكل المسافات، فذلك بالتأكيد سينهي الكثير من الفبركات والمزاعم في منصات التواصل الاجتماعي التي تقوم بها جهات ومنظمات خارجية شغلها الشاغل هو الإساءة إلى الدول الناجحة، كانت ولا زالت دول الخليج العربي من أكثر الدول العالمية التي لها إسهامات بالغة في السعي لحفظ حقوق البشرية في أنحاء المعمورة من خلال تواجدها كدول ترمي لنشر السلام ومساهمة بشكل رئيسي في تقدم وبناء المجتمعات التي تأثرت بالنزاعات والحروب، وأيدٍ تتوسط لحل الخلافات والمناكفات التي تؤخر حركة التنمية البشرية، تتكاتف مع الكل بيد ممدودة بالتعاون والخير، تعكس تلك الدول السمعة الإيجابية كحلفاء استراتيجيين يوثق بهم في إدارة الأزمات، سبب الهجوم المستمر والمتصاعد عليها لن يتوقف، ما دامت تعمل لأن تكون دول الخليج العربي دول حضارة وسلام ووئام، شامخة كالطود العظيم، هدف «السعودية والكويت وقطر والإمارات وعمان والبحرين» الريادة والتفوق كما هي دوماً، أراض تعزز مصطلح التنمية المستدامة، وتهيئ الفرص والابتكار والإبداع، بساطها التسامح والتعايش والأمن والمودة والسلام.
تحية لك أيها الخليجي العربي السعودي الأصيل على كلامك المبهر، الذي يعكس شخصية غير عادية، وديناميكية واسعة المدارك، وهو ما نحن نحتاجه في هذه المرحلة الحساسة، التي تعج بالأحداث المتلاحقة، وسندعو الله تعالى مع معاليه: «حفظ الله خليجنا عامراً مزدهراً آمناً، وحفظ الله قادتنا الكرام وسدد خطاهم».