سهوب بغدادي
ألفت الطبيبة والكاتبة المعمرة «غلاديس مكجاري» كتاب «الحياة الطيبة: أسرار طبيب يبلغ من العمر 103 عامًا، للصحة والسعادة في كل الأعمار» الذي تقدم فيه نصائح حول الطريق الأمثل لعيش حياة سعيدة وصحية، وذلك من خلال تبني المنظور الإيجابي، والتغذية الجيدة، وممارسة النشاط البدني، وتعزيز العلاقات، ومتابعة المعرفة، وإيجاد الهدف والمحرك في الحياة، كما عرجت الجدة غلاديس التي تبلغ من العمر اليوم 104 أعوام خلال أحد اللقاءات على منصة يوتيوب على ما اسمته بـ«الخمس لامات» بالطبع مأخوذة من حرف L من الكلمات التالية في اللغة الإنجليزية وهي: الحياة والحب والضحك والعمل والاستماع، إذ أكدت أن الحب هو المحرك الأساس لجميع الإطارات في حياتنا، وذكرت أن سر الحياة الجيدة في امتلاكها أم رائعة منذ الطفولة، بالإضافة إلى إيمان إحدى معلماتها في الصف الثالث الابتدائي بها، بعد أن تم تشخيصها بصعوبات التعلم وعسر القراءة والكتابة، قالت «لم أكن جيدة في الكتابة والقراءة إلا أن معلمتي علمت بأنني متحدثة جيدة لذا اختارتني لأكون عريفة الصف، لقد أخرجت أفضل ما عندي ووظفته لكي أتميز» ثم أشارت إلى أن اليافعين من مراهقين وشباب يشعرون بالخوف والضياع، ولا بأس في ذلك، إلا أنهم بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويرشدهم، وقد يكون هذا الإنسان على هيئة مرب أو معلم أو مرشد، فيجب على الشخص أن يبحث عنه، في المقابل، أوردت قصتها التي تتلخص حول حياتها التي عاصرت فيها الحربين العالميتين الأولى والثانية وتغيّر الرؤساء الأمريكيين والتحاقها بكلية الطب في الوقت الذي سبقت فيه بنات جيلها، من ثم محطات من زواجها الممتد لعقود طويلة وانتهاء العلاقة بالطلاق عندما كانت في منتصف السبعين من عمرها، في تلك اللحظة شعرت غلاديس أن حياتها انتهت ولا تمتلك شيئاً يدفعها للبقاء حيَّة، إلا أنها بعد عام من الواقعة قررت كتابة رسالة لطليقها الذي هجرها لأجل امرأة أصغر منها في السن لتعبِّر له عن مدى شكرها، وخلاصة الرسالة أنها حرة وتستطيع العيش بطريقة مختلفة، عن شعور هذا العمر المتقدم أكدت أنه جميل ومثير للدهشة، وفاجأت مقدم البرنامج حين سؤالها عمَّا إذا كانت تتبع حمية غذائية محددة، قائلة: «أقوم بأكل أي شيء يجلبه لي ابني» من هنا، مازحها المقدم قائلاً: «هل أنت مستعدة لأكل همبرجر في حال قدم لك؟» فردت عليه بنعم، أحاول أن أجعل الحياة سهلة ومرنة، إن أهم الدروس المستفادة من حياتا وحياة العديد من كبار السن هي عدم التردد والخوف والتفكير المفرط وإيجاد السعادة في صغائر الأمور التي لا تخرج عن الصديق الصدوق، والعمل الذي يحفزك لأهدافك، والبيئة المحيطة الداعمة.
أحيانا الله وإياكم الحياة الطيبة في طاعته.