فضل بن سعد البوعينين
في عام 2020، وجّه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بتطوير محاور الطرق الدائرية والرئيسة بمدينة الرياض، وبما يعزز من منظومة النقل فيها، ويرتقي بمستوى الخدمات، ويسهم في ربط المدينة بشبكة طرق كفؤة وذات جودة عالية، قادرة على تلبية احتياجات المدينة المقبلة على استضافات عالمية مهمة، وتوسع تنموي، ونمو سكاني غير مسبوق، ولمعالجة تحدي الازدحامات المرورية، وخفض الفاقد من زمن الرحلة الذي ينعكس سلبا على اقتصاد المدينة وتنافسيتها، وتنميتها ولتكون مركزا رئيسا في تقديم خدمات النقل المستدام والخدمات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط.
توسع مدينة الرياض المتسارع، والنمو السكاني، وعدد المركبات المهول الذي يفوق قدرة الطرق على استيعابها يتطلب الكثير من البرامج، والمشروعات النوعية القادرة على معالجة تحدي الازدحام، والاختناقات المرورية. فزمن الرحلة، وانسيابية الحركة، وتوفر بدائل النقل من معايير تنافسية المدن الكبرى، وهو ما حرصت استراتيجية تطوير مدينة الرياض على الإحاطة به، وإطلاق ما يقرب من 100 مبادرة ومشروع لخلق تحول تنموي وحضري للمدينة ومكوناتها وخدماتها.
ترسية أربعة مشروعات بتكلفة تتجاوز 13 مليار ريال، تتضمن تنفيذ الطريق الدائري الجنوبي الثاني، تنفيذ جسرين موازيين للجسر المعلق جسر وادي لبن، تطوير الجزء الغربي من محور طريق الثمامة، ومشروع امتداد طريق الطائف بحي لبن حتى مشروع القدية، ستسهم في تعزيز منظومة النقل في المدينة، والربط بين أجزائها، وهو ما تحتاجه الرياض اليوم، وتحتاجه مشروعاتها الكبرى لاختصار زمن التنفيذ وسهولة الوصول لها، إضافة إلى استضافاتها العالمية ومنها إكسبو 2030 وكأس العالم 2034، وبرامج تعزيز قطاعات الاقتصاد، وفي مقدمها قطاعا السياحة والترفيه.
مشروعات حيوية ستسهم في تيسير الحركة وخفض الاختناقات المرورية ومواكبة النمو السكاني، وتلبية احتياجات مرحلة التطوير الشامل لمدينة الرياض، وتعزيز ربط أجزائها، وتطوير شبكة الطرق السريعة والرئيسة ما يسهم في تقليص زمن الرحلات، وبالتالي خفض الفاقد من الوقت، وتحسين جودة الحياة.
للمشروعات الجديدة أهمية قصوى لتسهيل الوصول للمشروعات الكبرى التي تشهدها المدينة وفي مقدمها مشروع القدية والدرعية، والمشروعات الأخرى، حيث تشكل منظومة الطرق الشريان اللوجستي الأهم، والضامن لإنجاح البرامج والمشروعات التنموية، وتيسير الوصول للوجهات السياحية، وبما يعزز نسبة نجاحها ويحقق منفعتها، وكفاءتها الاقتصادية، إضافة إلى تعزيز مكانة الرياض الاقتصادية والعمرانية والبيئية والثقافية والسياحية، وقدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية، والمقار الإقليمية للشركات العالمية.
بنيت النهضة الكبرى في كوريا الجنوبية على ربط مدنها ومحافظاتها وقراها بشبكة قطارات، وطرق سريعة تحول الدولة مترامية الأطراف إلى مدينة مترابطة تسمح بتدفق السلع والخدمات، ووصول البشر إلى المناطق الزراعية والصناعية بكل يسر وسهولة. شكل قطاع النقل، بمنظومته الشاملة، قاعدة التنمية الأولى التي انطلقت منها كوريا الجنوبية لتطوير قدراتها الاقتصادية والتنموية حتى باتت ضمن مصاف الدول الصناعية الكبرى. وإذا كان ربط المدن والمحافظات من أساسيات تنمية الدول، فمن باب أولى أن يكون ربط أجزاء المدينة الواحدة، مترامية الأطراف، بشبكة طرق ومواصلات ذات أهمية قصوى، وأولوية تسهم في تيسير نفاذ سكان المدينة وزائريها إلى وجهات عملهم، أو الوجهات الاقتصادية، السياحية والترفيهية، وبما يعزز فرص النجاح وتحقيق متطلبات التنمية الاقتصادية الشاملة.
تنفيذ برنامج تطوير محاور الطرق الدائرية والرئيسة في مدينة الرياض وترسية أربعة مشروعات بتكلفة تتجاوز 13 مليار ريال، هي مرحلة مهمة من مراحل البرنامج، وستتبعها مراحل أخرى، تشكل فيما بينها منظومة تنموية متكاملة تستهدف تعزيز مكانة الرياض كعاصمة سياسية واقتصادية ومالية، والارتقاء بمكانتها العالمية، وبما ينسجم مع مستهدفات برامج «رؤية السعودية 2030».