هناء الحمراني
يعتبر جاك ويلش من أفضل المديرين التنفيذيين على مستوى العالم في القرن العشرين، وقد تمكن من جعل شركة جنرال ألكتريك من الشركات الأولى في التصنيف العالمي.
في كتابه الفوز Winning الذي ألفه مع سوزي ويلش يصف نظرته نحو الاستراتيجية بأنها أبسط كثيرًا من أن يتم إنفاق سنوات طويلة على الدراسة وإعداد التقارير للوصول إليها، وأن تحديدها يتطلب مديرًا ذا كفاءة عالية واطلاع كامل بنقاط القوة والضعف الموجودة في المؤسسة، إضافة إلى أهمية الفريق الكفؤ للمشاركة في بناء الاستراتيجية، والذي ينبغي أن يكون من الأشخاص الذين سيقومون بتنفيذها.
يذكر ويلش أن الاستراتيجية بكل بساطة هي أن تحدد هدفك والطريق الذي ستسلكه للوصول إليه، ثم العمل الجاد لإنجاز عمل أفضل مما ينجزه الآخرون، وعدم التواني في البحث عن أفضل التطبيقات ومواصلة تحسينها كل يوم.
وعلى الرغم من ضخامة شركة جنرال ألكتريك في الفترة التي قضاها مديرًا تنفيذيًّا لها، إلا أنه يقول (أنت لا تدير متجرًا صغيرًا، ولكن عند بدئك في وضع الاستراتيجية تصرف كأنك كذلك)، وهذه الجملة تشير إلى أهمية تماسك الاستراتيجية ومواءمة جميع الممارسات والعمليات الداخلية لتحقيق أهدافها؛ فهذا التماسك والمواءمة تجعل العمل يسير باتجاه واضح غير مشتت؛ مما يمكن من السيطرة على الرحلة والتعامل مع أي مخاطر بشكل واضح ومدروس.
يوضح ويلش استراتيجيته الفعالة لبناء الاستراتيجية التي تتكون من ثلاث خطوات:
الخطوة الأولى: تحديد الأهداف بصورة واضحة؛ فهي الطريق السريع الحقيقي لكسب ميزة تنافسية مستديمة، ولتحديد هذه الأهداف على فريق الاستراتيجية أن يطرح خمسة أسئلة: ما حال السوق الآن؟ إلى أي حد وصلت المنافسة؟ ما حدودك في التنافس؟ ماذا عن المستقبل؟ ما خطواتك الناجحة؟
الخطوة الثانية: وضع الشخص المناسب في المكان المناسب لتحقيق الأهداف.
الخطوة الثالثة: البحث المستمر عن أفضل السياسات التي تمكن من تحقيق الأهداف سواء كانت سياسات داخل المؤسسة أو خارجها، بالإضافة إلى تحسين مستوى العاملين والتكيف معهم.
تركز استراتيجية ويلش في الخطوات الثلاث على الرؤية، ورأس المال البشري، وأفضل الممارسات.
فالرؤية هي وجهة المؤسسة وأين تريد أن تصل، ورأس المال البشري يتضمن الكفاءات التي ستقوم بالوصول إلى الهدف، ومن الضروري الاستثمار في هذه الكفاءات وتطوير إمكاناتها، وأفضل السياسات هي التي ستمكن الكفاءات من تحقيق الرؤية أو الأهداف الكبرى للمؤسسة.